responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 210


خبره لظريف ، فإن أحببت شرحته لك ؟ قلت : قد واللَّه أحببت ذلك . قال : اعلم أنه وافى الربيع [1] الحاجب حين أفضت الخلافة إلى المهدي ، فقال : استأذن لي علي أمير المؤمنين فقال له الربيع : من أنت ؟ وما حاجتك ؟ قال : أنا رجل قد رأيت لأمير المؤمنين رؤيا صالحة ، وقد أحببت أن تذكرني له . فقال له الربيع : يا هذا إن القوم لا يصدقون ما يرونه لأنفسهم ، فكيف ما يراه لهم غيرهم ؟ فاحتل بحيلة غير هذه ، تكون أدر عليك من هذه . فقال : إن لم تخبره بمكاني وإلا سألت من يوصلني إليه وأخبره إني سألتك الإذن عليه فلم تفعل . فدخل الربيع على المهدي وقال له : يا أمير المؤمنين إنكم قد أطمعتم الناس في أنفسكم وقد احتالوا لكم بكل ضرب . فقال له المهدي : هكذا صنع الملوك فماذا ؟ قال : رجل بالباب يزعم أنه رأى لأمير المؤمنين رؤيا صالحة ، وقد أحب أن يقصها على أمير المؤمنين ، فقال له المهدي : ويحك يا ربيع إني واللَّه قد أرى الرؤيا لنفسي فلا تصح لي ، فكيف إذا ادعاها لي من لعله افتعلها ؟ قال : قد قلت له واللَّه مثل هذا فلم يقبل : قال فهات الرجل . فأدخل عليه سعيد بن عبد الرحمن ، وكان له رواء وجمال وثروة ظاهرة ولحية عظيمة ولسان طلق ، فقال له المهدي : هات بارك اللَّه عليك ما رأيت قال : يا أمير المؤمنين ، رأيت كأن آتيا أتاني في منامي ، فقال لي أخبر أمير المؤمنين أنه يعيش ثلاثين سنة في الخلافة ، وآية ذلك أن يرى في ليلته هذه في منامه ، كأنه يقلب ياقوتا فيعده فيجده ثلاثين ياقوتة ، كأنها قد وهبت له . فقال له المهدي : ما أحسن ما رأيت ! ونحن نمتحن رؤياك في ليلتنا المقبلة ، على ما أخبرتنا به ، فإن كان الأمر كما ذكرته أعطيناك ما تريد ، وإن كان الأمر بخلاف ذلك لم نعاقبك لعلمنا أن الرؤيا ربما صدقت وربما اختلقت . فقال له سعيد : يا أمير المؤمنين فماذا أصنع أنا الساعة إذا صرت إلى منزلي وعيالي ، وأخبرتهم أني كنت عند أمير المؤمنين ثم رجعت صفر اليدين . فقال له المهدي :
فكيف نصنع ؟ فقال : تعجل لي يا أمير المؤمنين ما أحب ، وأحلف لك بالطلاق أني صادق في رؤياي فأمر له بعشرة آلاف درهم ، وأمر أن يؤخذ منه كفيل فمد عينيه فرأى خادما واقفا على رأس المهدي ، حسن الوجه والزي ، فقال : هذا يكفلني . فقال له المهدي : أتتكفل به ؟ فاحمر وجهه وخجل ، وقال : نعم أتكفله . وانصرف سعيد بالمال . فلما كان في تلك الليلة رأى المهدي ما ذكره له سعيد حرفا بحرف . وأصبح سعيد فوافى الباب قائما واستأذن فأذن له ، فلما وقعت عين المهدي عليه ، قال له : أين مصداق ما قلت ؟ فقال له سعيد : أو ما رأى أمير المؤمنين شيئا ؟ فتلجلج في جوابه فقال له سعيد امرأته طالق أن لم تكن رأيت شيئا ، فقال له المهدي : ويحك ما أجرأك على الحلف بالطلاق ، قال لأني أحلف على صدق . فقال المهدي : قد واللَّه رأيت ذلك بينا . فقال سعيد : اللَّه أكبر أنجز لي يا أمير المؤمنين ما وعدتني . فقال له : حبا وكرامة ثم أمر له بثلاثة آلاف دينار ، وعشرة تخوت ثياب ، وثلاثة مراكب من أنفس دوابه . وقال غيره : ثلاث بغال شهب . فأخذ ذلك وانصرف ، فلحقه الخادم الذي كان تكفل به ، وقال له : سألتك باللَّه الذي لا إله إلا هو هل كان لتلك الرؤيا التي ذكرت حقيقة ؟ فقال له سعيد : لا واللَّه . فقال له : وكيف ذلك وقد رأى أمير المؤمنين ما ذكرته ؟ فقال : هذه من المخاريق الكبار التي لا يأبه لها أمثالكم ، وذلك أني لما



[1] الربيع : هو أبو الفضل الربيع بن يونس بن محمد بن عبد اللَّه بن أبي فروة وإسمه كيسان ، كان حاجبا لأبي جعفر المنصور ثم للمهدي ، مات سنة 170 ه - .

210

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست