نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري جلد : 1 صفحه : 184
يحتاج إليها ، والآراء فقد شغلتني المصائب عنها ، وأما لائح الأمر فإنه إن وقع الاتفاق فما عدمتم إلا شخصه الكريم . وإن كان غيره فالمصائب المستقبلة أهونها موته ، وهو البلاء العظيم ، والسلام . وكان رحمه اللَّه مع سعة ملكه كثير التواضع ، قريبا من الناس ، رحيم القلب ، كثير الاحتمال والمداراة يميل لأهل الفضل ويستحسن الأشعار الجيدة ويرددها في مجلسه وكان كثيرا ما ينشد قول محمد بن الحسين الحميري [1] : < شعر > وزارني طيف من أهوى على حذر من الوشاة وداعي الصبح قد هتفا [2] فكدت أوقظ من حولي به فرحا وكاد يهتك ستر الحب بي شغفا ثم انتبهت وآمالي تخيل لي نيل المتى فاستحالت غبطتي أسفا < / شعر > وكان رحمه اللَّه كثيرا ما يتمثل بهذين البيتين وهما [3] : < شعر > عجبت لمبتاع الضلالة بالهدى وللمشتري دنياه بالدين أعجب وأعجب من هذين من باع دينه بدنيا سواه فهو من ذين أخيب < / شعر > وعمر رحمه اللَّه ستا وخمسين سنة وشهورا . < فهرس الموضوعات > البطس < / فهرس الموضوعات > البطس : أنواع من السمك لها مرارات يكتب بها الكتب فإذا جففت قرئت في الظلام كما نقرأ بالنهار في ضوء الشمس ذكر ذلك صاحب المعطار . < فهرس الموضوعات > البعوض < / فهرس الموضوعات > البعوض : دويبة . قال الجوهري : إنه البق الواحدة بعوضة وهو وهم والحق أنه صنفان ، وهو يشبه القراد لكن أرجله خفيفة ، ورطوبته ظاهرة ويسمى بالعراق والشأم الجرجس . قال الجوهري : وهو لغة في القرقس ، وهو البعوض الصغار ، والبعوض على خلقة الفيل إلا أنه أكثر أعضاء من الفيل فإن للفيل أربع أرجل وخرطوما وذنبا . وله مع هذه الأعضاء رجلان زائدتان ، وأربعة أجنحة وخرطوم الفيل مصمت ، وخرطومه مجوّف نافذ للجوف ، فإذا طعن به جسد الإنسان استقى الدم وقذف به إلى جوفه فهو له كالبلعوم والحلقوم ، ولذلك اشتد عضها وقويت على خرق الجلود الغلاظ قال الراجز : < شعر > مثل السّفاة دائما طنينها ركَّب في خرطومها سكينها [4] < / شعر > ومما ألهمه اللَّه تعالى إنه إذا جلس على عضو من أعضاء الإنسان ، لا يزال يتوخى بخرطومه المسام التي يخرج منها العرق ، لأنها أرق بشرة من جلدة الإنسان فإذا وجدها وضع خرطومه فيها ، وفيه من الشره أن يمص الدم إلى أن ينشق ويموت أو إلى أن يعجز عن الطيران ، فيكون ذلك سبب هلاكه . ومن عجيب أمره أنه ربما قتل البعير وغيره ، من ذوات الأربع ، فيبقى طريحا في
[1] هو محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسين بن إسحاق الحميري . [2] الأبيات الثلاثة في وفيات الأعيان : 7 / 207 . [3] وفيات الأعيان : 6 / 170 دون عزو لأحد . [4] الأمالي : 3 / 129 . وفيه : « مثل السفاة دائم » والبيت عن ابن الأعرابي .
184
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري جلد : 1 صفحه : 184