responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 119


إليه . فأخذه ورجع إلى الشافعي . فقال له الشافعي : ما أجازك ؟ قال : أعطاني القميص الذي على جسده . فقال : أما أنا فلا أفجعك فيه ، ولكن أغسله وائتني بمائة ، فغسله وأتاه بالماء ، فأفاضه على سائر جسده .
وقال إبراهيم الحربي : جعل الإمام أحمد بن حنبل جميع من ضربه أو حضره أو ساعد عليه في حل ، إلا ابن أبي دؤاد . وقال : لولا أنه ذو بدعة لأحللته ، ولو تاب من بدعته لأحللته ، وقال أحمد بن سنان : بلغنا أحمد بن حنبل جعل المعتصم في حل ، يوم فتح بابل أو فتح عمورية .
وقال : هو في حل من ضربي . قال عبد اللَّه بن الورد : رأيت النبي صلى اللَّه عليه وسلم ، في المنام ، فقلت له :
يا رسول اللَّه ما شأن أحمد بن حنبل ؟ فقال صلى اللَّه عليه وسلم : سيأتيك موسى بن عمران ، فاسأله فإذا أنا بموسى بن عمران صلى اللَّه عليه وسلم ، فقلت : يا كليم اللَّه ما شأن أحمد بن حنبل ، فقال : أحمد بن حنبل بلي في السراء والضراء ، فوجد صابرا صادقا ، فألحق بالصديقين .
والحكمة في إحالة النبي صلى اللَّه عليه وسلم على موسى عليه السلام أمور : منها بيان فضيلة أمة محمد صلى اللَّه عليه وسلم على الأمم ، حتى إن موسى عليه السلام يبين ذلك ويقرره . ومنها بيان فضل الإمام أحمد بن حنبل رضي اللَّه تعالى عنه وما جعل له من الثواب العظيم في المحنة لما جرى عليه ، حتى إنه شهد بعظيم فضله وعلو منزلته نبي كريم . ومنها أن محنة الإمام أحمد في كون القرآن مخلوقا ، وهو كلام اللَّه تعالى ، وموسى بن عمران عليه السلام كليم اللَّه تعالى ، كلمه اللَّه تكليما ، وهو يعلم أن القرآن كلام اللَّه تعالى ليس بمخلوق . فناسب الإحالة ليعرف الناس ذلك ، ليزداد يقينهم بأنه منزل غير مخلوق .
وذكر ابن خلكان في ترجمته [1] أنه ولد في سنة أربع وستين ومائة وتوفي في سنة إحدى وأربعين ومائتين . وحزر من حضر جنازته من الرجال ، فكانوا ثمانمائة ألف ، ومن النساء ستين ألفا ، وأسلم يوم موته عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس انتهى .
وقال الإمام النووي في تهذيب الأسماء واللغات : إن المتوكل أمر أن يقاس الموضع ، الذي وقف الناس فيه للصلاة على الإمام أحمد ، فبلغ مقام ألفي ألف وخمسمائة ألف ووقع المأتم في أربعة أصناف : في المسلمين واليهود والنصارى والمجوس انتهى . قال محمد بن خزيمة : لما بلغني موت الإمام أحمد بن حنبل اغتممت غما شديدا ، فرأيت من ليلتي في المنام ، وهو يتبختر في مشيته ، فقلت : يا أبا عبد اللَّه ما هذه المشية ؟ فقال : مشية الخدام في دار السلام . فقلت : ما فعل اللَّه بك ؟
فقال : غفر لي وتوجني وألبسني نعلين من ذهب ، وقال يا أحمد هذا بقولك القرآن كلامي غير مخلوق ، ثم قال تبارك وتعالى : يا أحمد ادعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن سفيان [2] التي كنت تدعو بهن في دار الدنيا . قال : فقلت يا رب كل شيء أسألك بقدرتك على كل شيء ، لا تسألني عن شيء ، واغفر لي كل شيء . فقال جل وعلا : يا أحمد هذه الجنة قم فادخلها فدخلتها فإذا أنا بسفيان الثوري له جناحان أخضران ، يطير بهما من نخلة إلى نخلة ، وهو يقول : الحمد اللَّه الذي



[1] وفيات الأعيان : 1 / 63 .
[2] هو سفيان الثوري الفقيه المتوفى بالبصرة سنة 160 ه - .

119

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست