responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 88


وكان أفضل من بقي من الصحابة رضي اللَّه تعالى عنه ، ومناقبه كثيرة جدا جمعها الحافظ أبو عبد اللَّه الذهبي في مجلد . وذكر غير واحد أنه رضي اللَّه تعالى عنه ، لما ضربه ابن ملجم ، قاتله اللَّه أوصى الحسن والحسين وصية طويلة ، وفي آخرها يا بني عبد المطلب ، لا تخوضوا دماء المسلمين خوضا تقولون : قتل أمير المؤمنين ألا لا يقتلن بي غير قاتلي ، اضربوه ضربة بضربة ولا تمثلوا به ، فإني سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلم يقول [1] : « إياكم والمثلة » . ولما مات علي رضي اللَّه تعالى عنه ، قتل الحسن رضي اللَّه تعالى عنه ، عبد الرحمن بن ملجم ، فقطع يديه ورجليه وكحل عينيه بمسمار محمى في النار ، كل ذلك ولم يتأوه ولم يجزع فلما أرادوا قطع لسانه ، تأوه وجزع ، فسئل عن ذلك . فقال : واللَّه ما اتأوه فزعا ولا جزعا من الموت ، وإنما أتأوه لأن تمر عليّ ساعة من ساعات الدنيا لا أذكر اللَّه تعالى فيها فقطعوا لسانه فمات بعد ذلك وفي الحديث : « أن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قال لعلي رضي اللَّه تعالى عنه : يا علي أتدري من أشقى الأولين ؟ قال : اللَّه ورسوله أعلم . قال عاقر ناقة صالح ، ثم قال : أتدري من أشقى الآخرين ؟ قال : اللَّه ورسوله أعلم . قال : الذي يضربك على هذا فيبل منها هذه ، وأخذ بلحيته » وكان علي رضي اللَّه تعالى عنه يقول : واللَّه لوددت لو انبعث أشقاها فضربه ابن ملجم الخارجي قاتله اللَّه كما تقدم . وكانت وفاته رضي اللَّه تعالى عنه في سن سبع وقبل ثمان وخمسين وقيل ثلاث وقيل ثمان وستين . وقال ابن جرير الطبري : مات علي رضي اللَّه تعالى عنه ، وعمره خمس وستون سنة . وقال غيره : ثلاث وستون سنة وكانت خلافته أربع سنين وتسعة أشهر ويوما واحدا وكانت مدة إقامته رضي اللَّه تعالى عنه بالمدينة أربعة أشهر ثم سار إلى العراق ، وقتل بالكوفة كما تقدم ، وللناس خلاف في مدة عمره وفي قدر خلافته رضي اللَّه تعالى عنه واللَّه أعلم .
خلافة أمير المؤمنين الحسن بن علي رضي اللَّه تعالى عنه وهو السادس فخلع كما سيأتي . قالوا : ثم قام بالأمر بعده أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه . وكنيته أبو محمد ولقبه الزكي ، وأمه فاطمة الزهراء رضي اللَّه تعالى عنهما .
بويع له بالخلافة بعد وفاة والده ثم سار إلى المدائن ، واستقربها وبينما هو بالمدائن إذ نادى مناد : إن قيسا قد قتل ، فانفروا وكان الحسن رضي اللَّه تعالى عنه قد جعله على مقدمة الجيش ، وهو قيس بن سعد بن عبادة رضي اللَّه تعالى عنهما ، فلما خرج الحسن رضي اللَّه تعالى عنه ، عدا عليه الجراح الأسدي قاتله اللَّه ، وهو يسير معه فوجأه بالخنجر في فخذه ليقتله ، فقال الحسن رضي اللَّه تعالى عنه : قتلتم أبي بالأمس ووثبتم علي اليوم تريدون قتلي زهدا في العادلين ، ورغبة في القاسطين ، واللَّه لتعلمن نبأه بعد حين ، ثم كتب إلى معاوية رضي اللَّه تعالى عنهما بتسليم الأمر إليه واشترط عليه شروطا ، فأجابه معاوية رضي اللَّه تعالى عنه ، إلى ما التمسه منه وصير له ما اشترط عليه ، فسلم الأمر إلى معاوية وبايع له لخمس بقين من شهر ربيع الأول ، وذلك لأنه رأى المصلحة في



[1] رواه البخاري في المظالم : 30 والذبائح : 20 والمغازي : 36 . ورواه أبو داود في الجهاد : 110 ورواه أحمد في : 4 / 246 .

88

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست