responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 89


جمع الكلمة وترك القتال . وظهرت المعجزة في قوله صلى اللَّه عليه وسلم : « إن ابني هذا سيد وسيصلح [1] اللَّه به » .
وفي رواية « ولعل اللَّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين » . ويقال أنه أخذ منه يعني من معاوية ألف ألف درهم . وقالت فرقة أنه صالحه بأذرح في جمادى الأولى وأخذ منه مائة ألف دينار ، ويقال أربعمائة ألف درهم ، ويقال إنه شرط عليه أن يمكنه من بيت المال يأخذ منه حاجته ، وأن يكون ولي العهد من بعده ففرح معاوية بذلك ، وأجاب فخلع الحسن رضي اللَّه تعالى عنه نفسه وسلم الأمر إلى معاوية وصالحه . ودخل هو وإياه الكوفة فسمي عام الجماعة لاجتماع الأمة بعد الفرقة على خليفة واحد . قال الشعبي : شهدت خطبة الحسن رضي اللَّه تعالى عنه حين صالح معاوية ، وخلع نفسه من الخلافة ، فحمد اللَّه وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإن أكيس الكيس التقى ، وأحمق الحمق الفجور ، وإن هذا الأمر الذي اختلفت أنا ومعاوية فيه ، إن كان له فهو أحق مني به وإن كان لي فقد تركته له إرادة لإصلاح الأمة وحقن دماء المسلمين ، وأنا أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين .
ثم رجع إلى المدينة ، وأقام بها ، فعوتب على ذلك فقال رضي اللَّه تعالى عنه : اخترت ثلاثا على ثلاث : الجماعة على الفرقة ، وحقن الدماء على سفكها ، والعار على النار .
وفي الحديث الصحيح عن أبي بكر رضي اللَّه تعالى عنه قال : « رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم على المنبر والحسن وإلى جنبه ، وهو يقبل على الناس مرة زعليه أخرى ، ويقول إن ابني هذا سيد ولعل اللَّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين [2] » .
ويروى عن الحسن رضي اللَّه تعالى عنه أنه قال : إني لأستحيي من ربي عز وجل ، أن ألقاه ولم أمش إلى بيته ، فمشى عشرين مرة على رجليه من المدينة إلى مكة وإن النجائب لتقاد معه .
وخرج رضي اللَّه تعالى عنه من ماله مرتين ، وقاسم اللَّه عز وجل ماله ثلاث مرات ، حتى إنه يعطي نعلا ويمسك أخرى . قال ابن خلكان : لما مرض الحسن رضي اللَّه تعالى عنه ، كتب مروان بن الحكم إلى معاوية بذلك ، فكتب إليه معاوية أن أقبل المطي إلي بخبر الحسن ، فلما بلغ معاوية موته سمع تكبيرة من الخضراء ، فكبر أهل الشام لذلك التكبير ، فقالت فاختة بنت قريظة لمعاوية : أقر اللَّه عينك ما الذي كبرت لأجله ؟ فقال : مات الحسن ، فقالت أعلى موت ابن فاطمة تكبر ؟ فقال :
واللَّه ما كبرت شماتة بموته ، ولكن استراح قلبي ودخل عليه ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما فقال له : يا ابن عباس هل تدري ما حدث في أهل بيتك ؟ فقال : لا أدري ما حدث . إلا أني أراك مستبشرا وقد بلغني تكبيرك ، فقال : مات الحسن فقال ابن عباس يرحم اللَّه أبا محمد ثلاثا ، واللَّه يا معاوية لا تسد حفرته حفرتك ، ولا يزيد عمره في عمرك ، ولئن كنا قد أصبنا بالحسن ، فلقد أصبنا بإمام المتقين وخاتم النبيين ، فجبر اللَّه تلك الصدعة ، وسكن تلك العبرة ، وكان اللَّه الخلف علينا من بعده .
وكان الحسن رضي اللَّه تعالى عنه قد سم ، سمته إمرأته جعدة بنت الأشعث ، فمكث



[1] رواه البخاري في الصلح : 9 . وفضائل الصحابة : 22 والفتن : 20 والمناقب : 25 . ورواه أبو داود في السنة : 12 ، ورواه الترمذي في المناقب : 30 . والنسائي في الجمعة : 27 .
[2] رواه البخاري وغيره كما تقدم .

89

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست