responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 379


عباد اللَّه وأخذ عليه طعما ، واشترى به ثمنا قليلا ، فذاك يأتي يوم القيامة ملجما بلجام من نار ، وينادي مناد على رؤوس الأشهاد هذا فلان ابن فلان ، آتاه اللَّه علما في الدنيا فضن به على عباد اللَّه ، وأخذ عليه طعما واشترى به ثمنا قليلا ، ثم يعذب حتى يفرغ من الحساب ويكفي الحوت شرفا أنه كان وعاء ومسكنا لنبي اللَّه يونس عليه الصلاة والسلام ، وذلك أن اللَّه تعالى أوحى إليه إني لم أجعل لك يونس رزقا ، وإنما جعلت بطنك له حرزا وسجنا ، ثم استنقذه اللَّه تعالى من بطنه ، واختلف في مدة لبثه في بطن الحوت فقال مقاتل بن حيان : ثلاثة أيام ، وقال عطاء : سبعة أيام ، وقال الضحاك : عشرين يوما ، وقال السدي والكلبي ومقاتل بن سليمان : أربعين يوما ، وقال الشعبي التقمه ضحى ولفظه عشية . وأما قوله [1] تعالى : * ( وأَنْبَتْنا عَلَيْه شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ ) * فالمراد باليقطين هنا القرع على قول جميع المفسرين . فكل نبت يمتد وينبسط على وجه الأرض ، ليس له ساق ولا يبقى على الشتاء نحو القرع والقثاء والبطيخ فهو يقطين .
فائدة :
سئل إمام الحرمين هل الباري تعالى في جهة ؟ فقال : هو متعال عن ذلك . فقيل له : ما الدليل على ذلك ؟ فقال : قوله صلى اللَّه عليه وسلم : « لا تفضلوني على يونس بن متى » . [2] فقيل له :
ما وجه ذلك ؟ فقال : لا أقول حتى يأخذ ضيفي هذا ألف دينار يقضي بها دينه . فقام بها رجلان ، فقال : إن يونس بن متى رمى نفسه في البحر فالتقمه الحوت وصار في قعر البحر في ظلمات ثلاث ونادى * ( أَنْ لا إِله إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) * [3] ولم يكن النبي صلى اللَّه عليه وسلم حين جلس على الرفرف الأخضر ، وانتهى إلى أن سمع صريف الأقلام وناجاه ربه بما ناجاه ، وأوحى إليه ما أوحى ، بأقرب إلى اللَّه تعالى من يونس بن متى في بطن الحوت في ظلمة البحر انتهى . وسيأتي في باب النون إن شاء اللَّه تعالى جواب ابن عباس رضي اللَّه عنهما عن رسالة ملك الروم ، التي سأل فيها معاوية عن القبر الذي سار بصاحبه وروى الحاكم في المستدرك بإسناد فيه يزيد بن البلوي ، عن أنس رضي اللَّه تعالى عنه ، قال : كنا مع النبي صلى اللَّه عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فإذا في الوادي رجل يقول : اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة ، قال : فأشرفت عليه فإذا رجل طوله ثلاثمائة ذراع ، فقال : من أنت ؟ قلت : أنا أنس بن مالك خادم النبي صلى اللَّه عليه وسلم ، فقال : وأين هو ؟ قلت : هو ذا يسمع منك كلامك . قال : فأته واقرئه مني السلام ، وقل له : أخوك الياس يقرئك السلام . قال : فأتيت النبي صلى اللَّه عليه وسلم فأخبرته ، فجاء حتى عانقه وقعدا يتحدثان . فقال : يا رسول اللَّه إني إنما آكل في السنة يوما واحدا ، وهذا يوم فطري ، فآكل أنا وأنت فنزلت عليهما مائدة من السماء عليها خبز وحوت وكرفس ، فأكلا وأطعماني ، وصليا العصر ثم ودعه ثم رأيته مر في السحاب نحو السماء . قال الحاكم صحيح الإسناد . قال شيخ الإسلام العلامة شمس الدين الذهبي رحمه اللَّه في الميزان : أما استحيا الحاكم



[1] سورة الصافات : الآية 146 .
[2] رواه البخاري في تفسير سورة : 4 / 26 / 37 - 1 . والترمذي تفسير سورة : 39 - 9 . وابن ماجه في الزهد : 33 . وابن حنبل : 2 - 451 .
[3] سورة الأنبياء : الآية 87 .

379

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 379
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست