responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 341


يديه : إذهب إلى ملكهم ، وقل له يحملهما مكرمين ، إلى حيث أحبا من بلاد المسلمين ، وأن يحضر الأسير فلانا ، ويعرض عليه العود إلى دينه ، فإن فعل يخلى سبيله ، وإن لم يفعل فليقتله ، قال :
فاستيقظت من منامي وأيقظت صاحبي ، وأخبرته بما رأيت ، وقلت له : ما الحيلة ؟ فقال : قد فرج اللَّه أما ترى الصور ممحوّة ؟ فنظرت فوجدتها ممحوّة . فازددت يقينا . ثم قال لي صاحبي : قم بنا إلى الملك . فأتيناه فجرى في تعظيمنا ، على عادته ، وأنكر قصدنا له . فقال له صاحبي : افعل ما أمرت به في أمرنا وفي أمر فلان الأسير فانتقع لونه وأرعد ، ثم دعا بالأسير وقال له : أنت مسلم أو نصراني ؟ فقال : بل نصراني . فقال له : ارجع إلى دينك ، فلا حاجة لنا فيمن لا يحفظ دينه .
فقال : لا أرجع إليه أبدا . فاخترط الملك سيفه وقتله بيده . ثم قال لنا سرا : إن الذي جاء إلى واليكما شيطان ، ولكن ما الذي تريدان ؟ قلنا : الخروج إلى بلاد المسلمين . قال : أنا أفعل ما تريدان ، لكن أظهرا أنكما تريدان بيت المقدس . فقلنا له : نفعل . فجهزنا وأخرجنا مكرمين انتهى .
وروى النسائي والحاكم عن جابر بن عبد اللَّه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال : « إذا سمعتم نباح الكلاب ونهيق الحمير في الليل فتعوذوا باللَّه من الشيطان الرجيم فإنها ترى ما لا ترون ، وأقلوا الخروج إذا هدأت الرجل ، فإن اللَّه يبث في الليل من خلقه ما شاء » [1] . ثم قال الحاكم : صحيح الإسناد على شرط مسلم . وفي سنن أبي داود وغيره عن أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال :
« ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون اللَّه تعالى فيه ، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة » . [2] وفي تاريخ نيسابور وكامل ابن عدي من حديث ابن عمر رضي اللَّه تعالى عنهما أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قال : « شر الحمير الأسود القصير » وقال الجوهري تعشير الحمار نهيقه عشرة أصوات في طلق واحد قال الشاعر [3] :
< شعر > لعمري لئن عشرت من خيفة الردى نهاق حمارا نبي لجزوع < / شعر > وذلك أنهم ، إذا خافوا من وباء بلد ، عشروا كتعشير الحمار ، قبل أن يدخلوها . وكانوا يزعمون أن ذلك ينفعهم .
غريبة أخرى :
قال مسروق : كان رجل بالبادية له حمار وكلب وديك ، وكان الديك يوقظهم للصلاة ، والكلب يحرسهم ، والحمار ينقلون عليه الماء ويحمل لهم خيامهم . فجاء الثعلب فأخذ الديك فحزنوا له ، وكان الرجل صالحا ، فقال : عسى أن يكون خيرا . ثم جاء ذئب فحرق بطن الحمار فقتله . فقال الرجل : عسى أن يكون خيرا . ثم أصيب الكلب بعد ذلك . فقال : عسى أن يكون خيرا . ثم أصبحوا ذات يوم فنظروا فإذا قد سبي من كان حولهم وبقوا سالمين . وإنما أخذوا أولئك بما كان عندهم من أصوات الكلاب والحمير والديكة . فكانت الخيرة في هلاك ما كان عندهم من ذلك كما قدر اللَّه سبحانه وتعالى . فمن عرف خفي لطف اللَّه رضي بفعله .



[1] رواه البخاري في بدء الخلق : 15 ، ومسلم في الذكر : 82 ، والترمذي في الدعوات : 56 . وابن حنبل : 2 / 306 - 321 - 355 ، 3 - 306 - 355 .
[2] رواه أبو داود في الأدب : 25 ، وابن حنبل : 2 / 389 - 494 - 515 - 527 .
[3] الحيوان للجاحظ : 6 / 359 والبيت لعروة بن الورد الشاعر الجاهلي .

341

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست