responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 207


صيانة الخيل عن مزاوجة الحمير ، وكراهة اختلاط مائها بمائها لئلا يكون منها الحيوان المركب من نوعين مختلفين . فإن أكثر الحيوانات المركبة من نوعين من الحيوان أخبث طبعا من أصولها التي تتولد منها ، وأشد شراسة كالسّمع والعسبار ونحوهما . ثم إن البغل حيوان عقيم ليس له نسل ولا نماء ولا يذكى ولا يزكى ثم قال : ولا أرى لهذا الرأي طائلا ، فإن اللَّه تعالى قال : * ( والْخَيْلَ والْبِغالَ والْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وزِينَةً ) * . [1] فذكر البغال وامتن علينا بها ، كامتنانه بالخيل والحمير ، وأفرد ذكرها بالاسم الخاص الموضوع لها ، ونبه على ما فيها من الأرب والمنفعة . والمكروه من الأشياء مذموم ، لا يستحق المدح ولا يقع الامتنان به ، وقد استعمل صلى اللَّه عليه وسلم البغل واقتناه وركبه حضرا وسفرا ، ولو كان مكروها لم يقتنه ولم يستعمله ، انتهى .
وروى مسلم عن يزيد بن ثابت رضي اللَّه تعالى عنه قال : بينما النبي صلى اللَّه عليه وسلم في حائط لبني النجار ، على بغلة ، ونحن معه ، إذ حادت به فكادت أن تلقيه ، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة ، فقال صلى اللَّه عليه وسلم : « من يعرف أصحاب هذه الأقبر » فقال رجل : أنا فقال : « متى مات هؤلاء » ؟ قال : ماتوا على الإشراك . فقال صلى اللَّه عليه وسلم : « إن هذه الأمة تبتلى في قبورها ، فلولا أن لا تدافنوا لدعوت اللَّه عزّ وجلّ أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه » . ثم أقبل النبي صلى اللَّه عليه وسلم علينا بوجهه الكريم ، فقال : « تعوّذوا باللَّه من عذاب القبر » . فقالوا : نعوذ باللَّه من عذاب القبر . فقال :
« تعوّذوا باللَّه من عذاب النار » . فقالوا : نعوذ باللَّه من عذاب النار . فقال : « تعوّذوا باللَّه من الفتن ما ظهر منها وما بطن » . فقالوا : نعوذ باللَّه من الفتن ما ظهر منها وما بطن . فقال : « تعوّذوا باللَّه من فتنة الدجال » . [2] فقالوا : نعوذ باللَّه من فتنة الدجال .
فائدة أخرى : كانت بغلة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم الدلدل ، التي يركبها في الأسفار ، أنثى كما أجاب به ابن الصلاح وغيره . وعاشت بعده حتى كبرت وزالت أضراسها ، فكان يحش لها الشعير إلى أن ماتت بالبقيع ، في زمن معاوية رضي اللَّه تعالى عنه ، وكانت شهباء ، ونقل الحافظ قطب الدين في شرح السيرة ، عن شرح الجامع الكبير ، أنه لو حلف لا يركب بغلا فركب ذكرا أو أنثى يحنث ، لأنه اسم جنس . وكذلك البغلة والهاء فيها للإفراد ، وهاء الإفراد تقع على الذكر والأنثى ، كالجرادة والتمرة . وكذا لو حلف لا يركب بغلة فركب ذكرا أو أنثى حنث أيضا . ثم قال : وأجمع أهل الحديث على أن بغلة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم كانت ذكرا لا أنثى ثم عد للنبي صلى اللَّه عليه وسلم ، خمس بغال . وقال السهيلي : ومما ذكر في غزوة حنين ، أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم ، « أخذ وهو على بغلته حفنة من البطحاء ، فرمى بها في وجوه الكفار ، وقال : شاهت الوجوه فانهزموا » . وكانت البغلة ضربت ببطنها الأرض ، حتى أخذ الحفنة ، ثم قامت . قال : وتلك البغلة هي التي تسمى البيضاء . وهي التي أهداها له فروة بن نعامة وفي معجم الطبراني الأوسط ، من حديث أنس رضي اللَّه تعالى عنه ، قال : لما انهزم المسلمون



[1] سورة النحل : الآية 8 .
[2] الحديث بتمامه رواه البخاري في الوضوء : 37 ، والأذان : 149 ، والكسوف : 10 ، وتفسير سورة : 16 - 1 والدعوات 37 ، والفتن : 26 ، ورواه مسلم في المساجد : 33 ، 127 ، والمسافرين : 251 والكسوف : 8 ، 11 ، 12 ، 22 . ورواه أبو داود في الفتن : 24 / 149 . كما رواه آخرون .

207

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست