responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 195


عليه الصلاة والسلام : « ما هذا جزاء المملوك الصالح من مواليه » . فقالوا : يا رسول اللَّه فإنا لا نبيعه ولا ننحره . فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : « كذبتم فقد استغاث بكم فلم تغيثوه ، وأنا أولى بالرحمة منكم ، فإن اللَّه تعالى قد نزع الرحمة من قلوب المنافقين ، وأسكنها في قلوب المؤمنين » فاشتراه عليه الصلاة والسلام منهم بمائة درهم ، وقال : « أيها البعير انطلق فأنت حر لوجه اللَّه تعالى » . قال : فرغا البعير على هامة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، فقال عليه الصلاة والسلام . « آمين » ، ثم رغا الثانية فقال : « آمين » ثم رغا الثالثة فقال : « آمين » ثم رغا الرابعة فبكى عليه الصلاة والسلام . فقلنا : يا رسول اللَّه ما يقول هذا البعير ؟ قال صلى اللَّه عليه وسلم : « قال جزاك اللَّه أيها النبي عن الإسلام والقرآن خيرا فقلت : آمين .
ثم قال : سكن اللَّه رعب أمتك إلى يوم القيامة كما سكنت رعبي ، فقلت : آمين . ثم قال : حقن اللَّه دماء أمتك من أعدائها كما حقنت دمي . فقلت : آمين . ثم قال : لا جعل اللَّه بأسها بينها ، فبكيت . فإن هذه الخصال سألتها ربي فأعطانيها ، ومنعني هذه وأخبرني جبريل عليه السلام ، عن اللَّه عزّ وجلّ ، أن فناء أمتي بالسيف جرى القلم بما هو كائن » .
تتمة :
قال الطرطوشي في سراج الملوك ، وابن بلبان [1] ، والمقدسي في شرح الأسماء الحسنى ، وغيرهم عن الفضل بن الربيع قال : حج الرشيد ، فبينما أنا نائم ذات ليلة إذ سمعت قرع الباب فقلت : من هذا ؟ قيل : أجب أمير المؤمنين : فخرجت مسرعا فوجدت الرشيد ، فقلت : يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك . فقال : ويحك قد حاك في نفسي أمر لا يخرجه إلا عالم ، فانظر لي رجلا اسأله عنه . فقلت : يا أمير المؤمنين ، ههنا سفيان بن عيينة ، قال : فامض بنا إليه ، فأتيناه فقرعنا عليه الباب فقال : من هذا ؟ فقلت : أجب أمير المؤمنين ، فخرج مسرعا وقال : يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك . قال : جد لما جئنا له ، فحادثه ساعة ، ثم قال له : أعليك دين ؟ قال : نعم .
قال : يا عباس اقض دينه . ثم انصرفنا فقال : ما أغنى عني صاحبك هذا شيئا . فانظر لي رجلا أسأله . قال : فقلت : ههنا الفضيل بن عياض ، قال : امض بنا إليه . فأتيناه فإذا هو قائم يصلي ، يتلو آية من كتاب اللَّه عزّ وجلّ ويرددها فقرعت الباب ، فقال : من هذا ؟ فقلت : أجب أمير المؤمنين فقال : ما لي ولأمير المؤمنين ؟ فقلت : سبحان اللَّه أما تجب عليك طاعته ؟ فقال : أو ليس قد روي عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال : « ليس لمؤمن أن يذل نفسه [2] » . وفتح الباب ثم ارتقى إلى أعلى الغرفة مسرعا ، فأطفأ السراج والتجأ إلى زاوية من زوايا الغرفة ، فجعلنا نجول عليه بأيدينا فسبقت كف الرشيد إليه فقال : أواه ما ألينها من يد ، إن نجت غدا من عذاب اللَّه ! فقلت في نفسي ليكلمنه الليلة بكلام نقي من قلب تقي ، فقال : جد لما جئنا له ، قال : وفيم جئت حملت على نفسك ، وجميع من معك حملوا عليك ، حتى لو سألتهم عند انكشاف الغطاء عنك وعنهم ، أن يحملوا عنك شقصا من ذنب ما فعلوا ، ولكان أشدهم حبا لك ، أشدهم هربا منك . ثم قال : إن عمر بن عبد العزيز ، لما ولي



[1] هو علي بن عبد اللَّه علاء الدين الفارسي فقيه حنفي سكن القاهرة ، له مصنفات منها « الأحاديث العوالي » توفي سنة 739 ه .
[2] رواه ابن ماجه في الفتن 21 ، والترمذي في الفتن 66 ، وابن حنبل : 5 / 405 . ولفظه : « لا ينبغي لمؤمن » .

195

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست