responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 120


صدقنا وعده ، وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ، فنعم أجر العاملين . قال : قلت ما فعل اللَّه بعبد الوهاب الوراق [1] ؟ قال : تركته في بحر من نور ، في زورق من نور ، يزور ربه الملك الغفور . فقلت : فما فعل ببشر [2] بن الحارث فقال لي : بخ بخ ، ومن مثل بشر ؟ تركته بين يدي اللَّه جل جلاله ، وبين يديه مائدة من الطعام ، والجليل جل جلاله مقبل عليه ، وهو يقول :
كل يا من لم يأكل ، واشرب يا من لم يشرب ، وانعم يا من لم ينعم .
وفي سنة سبع وعشرين ومائتين احتجم المعتصم بسر من رأى ، فحم ومات ، وذلك لإثنتي عشرة ليلة من شهر ربيع الأول وهو ابن ثمان أو سبع وأربعين سنة . وكانت خلافته ثمان سنين وثمانية شهور وثمانية أيام ، وهو الثامن من خلفاء بني العباسي . وخلف من الذهب ثمانية آلاف دينار ، ومن الدراهم ثمانية عشر ألف درهم ، ومن الخيل ثمانية آلاف فرس ، ومثلها من الجمال والبغال ، ومن المماليك ثمانية آلاف مملوك ، وثمانية آلاف جارية ، وكان يقال له الثماني لأجل ذلك .
وكان أميا وذلك إنه كان له مملوك صغير ، يذهب معه إلى الكتاب فمات فقال له الرشيد :
مات مملوكك يا إبراهيم ، فقال : استراح من الكتاب يا أمير المؤمنين ، فقال : أو بلغ الكتاب منك إلى هذا الحد ؟ اتركوا ولدي لا تعلموه . فكان أميا لذلك وكان أبيض أصهب اللحية ، مربوعا وكان شجاعا مهيبا ، قوي البدن إلى الغاية فتح الفتوحات الكبار مثل عمورية من أقصى بلاد الروم ودانت له الأمم ، وكان فيه ظلم وعنف وبذلك أرهب الأعداد سامحه اللَّه تعالى .
خلافة هارون الواثق باللَّه ثم قام بالأمر بعده ابنه هارون الواثق باللَّه بويع له بالخلافة بسر من رأى يوم موت أبيه ، ونفذت البيعة إلى بغداد ، واستقر له الأمر ببغداد وغيرها . ولما ولي قتل أحمد بن نصر [3] الخزاعي ، على القول بخلق القرآن ونصب رأسه إلى الشرق ، فدار إلى القبلة فأجلس رجلا معه رمح أو قصبة ، فكان كلما دار الرأس إلى القبلة أداره إلى الشرق . وروي أنه رؤي في المنام فقيل له : ما فعل اللَّه بك ؟ فقال : غفر لي ورحمني إلا أني كنت مهموما منذ ثلاث . قيل : ولم ؟ قال : لأن النبي صلى اللَّه عليه وسلم مر علي مرتين فأعرض بوجهه الكريم عني ، فغمني ذلك ، فلما مر علي صلى اللَّه عليه وسلم الثالثة ، قلت له :
يا رسول اللَّه ألست على الحق وهم على الباطل ؟ قال : بلى . قلت : فما بالك تعرض عني بوجهك الكريم ؟ فقال النبي صلى اللَّه عليه وسلم : حياء منك إذ قتلك رجل من أهل بيتي .
وقد رأيت حكاية تدل على أن الواثق رجع عن هذا الاعتقاد والامتحان ، وذلك فيما ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه في ترجمته قال : سمعت طاهر بن خلف يقول : سمعت محمد بن الواثق الذي يقال له المهتدي باللَّه يقول : كان أبي إذا أراد أن يقتل رجلا أحضرنا ذلك المجلس ،



[1] الوراق هو عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق البغدادي ، الإمام الحجة المحدّث . توفي سنة 251 ه - .
[2] بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء ، الإمام المحدّث المشهور بالحافي . مات سنة 227 ه - .
[3] الخزاعي : أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم من أشراف بغداد ، من بني العباس ، قبض عليه الواثق وقتله لمخالفته القول بخلق القرآن سنة 231 ه - .

120

نام کتاب : حياة الحيوان الكبرى نویسنده : كمال الدين دميري    جلد : 1  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست