قال : فقال لي : نعم ، كنت آمر إذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانها الثلم ، ليدخل الناس ويأكلوا . وكنت آمر في كل يوم أن يوضع عشر بنيات ، يقعد على كل بنية عشرة ، كلما أكل عشرة جاء عشرة أخرى ، يلقى لكل نفس منهم مد من رطب . وكنت آمر لجيران الضيعة كلهم : الشيخ ، والعجوز ، والصبي ، والمريض ، والمرأة ، ومن لا يقدر أن يجيئ فيأكل منها ، لكل إنسان منهم مُدٌّ . فإذا كان الجذاذ أوفيت القوام والوكلاء ، والرجال أجرتهم ، وأحمل الباقي إلى المدينة ، ففرقت في أهل البيوتات والمستحقين الراحلتين والثلاثة ، والأقل والأكثر على قدر استحقاقهم . وحصل لي بعد ذلك أربعمائة دينار . وكان غلتها أربعة آلاف دينار [1] . وعن أبي عبد الله « عليه السلام » قال : لا بأس بالرجل يمر على الثمرة ويأكل منها ولا يفسد ، وقد نهى رسول الله « صلى الله عليه وآله » أن تبنى الحيطان بالمدينة لمكان المارة . وقريب منه مروي عن الإمام الكاظم « عليه السلام » أيضاً [2] .
[1] الكافي ج 3 ص 569 وبحار الأنوار ج 47 ص 51 . [2] الكافي ج 3 ص 569 والمحاسن للبرقي ج 2 ص 528 ووسائل الشيعة ( ط مؤسسة آل البيت ) ج 9 ص 203 وج 18 ص 229 و ( ط دار الإسلامية ) ج 6 ص 139 وج 13 ص 17 وحلية الأبرار ج 1 ص 291 وبحار الأنوار ج 16 ص 274 و 275 وج 10 ص 268 وج 100 ص 76 .