responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تخطيط المدن في الإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 56


فجعل الخلاق الحكيم - جل قدسه - هذا الهواء قرطاساً خفيفاً يحمل الكلام ريثما يبلغ العالم حاجتهم ، ثم يمحى ، فيعود جديداً نقياً ، ويحمل ما حمل أبداً بلا انقطاع .
وحسبك بهذا النسيم المسمى هواء عبرة ، وما فيه من المصالح ، فإنه حياة هذه الأبدان ، والممسك لها من داخل بما يستنشق منه ، ومن خارج بما تباشر من روحه ، وفيه تطرد هذه الأصوات ، فيؤدي بها من البعيد .
وهو الحامل لهذه الأراييح ، ينقلها من موضع إلى موضع .
ألا ترى كيف تأتيك الرائحة من حيث تهب الريح ؟ ! فكذلك الصوت ، وهو القابل لهذا الحر والبرد اللذين يعتقبان على العالم لصلاحه ، ومنه هذه الريح الهابة .
فالريح تروح عن الأجسام ، وتزجي السحاب من موضع إلى موضع ليعم نفعه حتى يستكثف فيمطر ، وتفضه حتى يستخف فيتفشى ، وتلقح الشجر ، وتسير السفن ، وترخي الأطعمة ، وتبرد الماء وتشب النار ، و تجفف الأشياء الندية .
وبالجملة إنها تحيي كل ما في الأرض ، فلولا الريح لذرى النبات ، ومات الحيوان ، وحمت الأشياء وفسدت » [1] .
وذلك كله يوضح لنا بعض السبب في امتنان الله تعالى على عيسى ومريم بإيوائهما إلى ربوة ، حيث قال تعالى : * ( وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً



[1] بحار الأنوار ج 57 ص 6 و 7 عن توحيد المفضل .

56

نام کتاب : تخطيط المدن في الإسلام نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست