وتطيّبه ، فهي بمنزلة الروح ، إذا خرج عن البدن نتن البدن وتغير » [1] . ويلاحظ : أن بعض المدن الرئيسية في بلادنا ، تعاني من أعلى مستويات التلوث ربما في العالم كله . . ومن العوامل المساعدة على ذلك وجود الجبال المانعة من حركة الرياح بالمستوى المطلوب . 2 - وأوضح من ذلك وأكثر تفصيلاً ، ما رواه المفضل عن الإمام الصادق « عليه السلام » قال : « أنبهك يا مفضل على الريح وما فيها ، ألست ترى ركودها إذا ركدت كيف يحدث الكرب الذي يكاد يأتي على النفوس ، ويمرض الأصحاء ، وينهك المرضى ، ويفسد الثمار ، ويعفن البقول ، و يعقب الوباء في الأبدان والآفة في الغلات ؟ ! ففي هذا بيان أن هبوب الريح من تدبير الحكيم في صلاح الخلق ، وأنبئك عن الهواء بخلة أخرى ، فإن الصوت أثر يؤثره اصطكاك الأجسام في الهواء ، والهواء يؤديه إلى المسامع . والناس يتكلمون في حوائجهم ومعاملاتهم طول نهارهم وبعض ليلهم ، فلو كان أثر هذا الكلام يبقى في الهواء كما يبقى الكتاب في القرطاس لامتلأ العالم منه ، فكان يكربهم ويفدحهم ، وكانوا يحتاجون في تجديده ، والاستبدال به أكثر مما يحتاج إليه في تجديد القراطيس ، لأن ما يلقى من الكلام أكثر مما يكتب .
[1] بحار الأنوار ج 57 ص 15 و 16 عن الاحتجاج ص 192 .