يدافعن الرجال في الطريق . أما تستحون ؟ ! [1] . وفي حديث آخر : أن أمير المؤمنين « عليه السلام » قال : أما تستحون ؟ ! ولا تغارون ؟ ! نساؤكم يخرجن إلى الأسواق ، ويزاحمن العلوج ؟ ! [2] . ولسنا بحاجة إلى بيان أسباب الدعوة إلى إبعاد المرأة عن السير في منتصف الطريق ، ودعوتها إلى أطرافها ، وإلى جوانب الحيطان . فإن نفس ظهور الحشمة ومراعاة مقتضيات العفة وإبعادها عن الاحتكاك المباشر بالرجال ، يصعِّب على أهل الهوى الإقدام على التعرض للمرأة ، والتحرش بها . وبالنسبة للمرأة بالذات ، فإن ذلك يجعلها أكثر احتشاماً مما لو شعرت بأن من المقبول منها أن تظهر نفسها ، وأن تكون بالقرب من الرجال وبينهم ، وأن تكون محط الأنظار ، ومحور الاهتمام . . طرقات للراكب . . والماشي . . والحافي . . والمنتعل : وقد دلت النصوص أيضاً : على أن الشارع الذي يرغب في أن يكون لكل فريق من الناس طريقه الخاص به ، قد رتب على ذلك : أن من يتجاوزه ، سيكون مسؤولاً عن كل ما يحدث . . ودلت أيضاً على أن تخصيص كل فئة من الناس بطريق قد نشأ من خصوصية لوحظت في هذا الفريق أو ذاك . ومن الخصوصيات المؤثرة في ذلك كونه حافياً أو منتعلاً ، وكونه ماشياً أو راكباً ، فلاحظ ما يلي : ألف : عن الإمام الكاظم « عليه السلام » أنه قال : إذا قام قائمنا قال : يا معشر
[1] الكافي ج 5 ص 536 والمحاسن ص 115 و 116 والوسائل ج 20 ص 235 . [2] الكافي ج 5 ص 537 والوسائل ج 20 ص 236 و 235 .