السوق : لكي تتوفر الحيوية الاقتصادية ، لا بد من تداول السلع والخدمات طلباً للربح . والسوق هو أهم مظاهر هذه الحيوية . . ولذلك رأينا : أنه « صلى الله عليه وآله » يبادر بنفسه الشريفة إلى اختيار موضع السوق [1] ، وهو الذي اختطه للناس في البداية في ظاهر المدينة من جهة الجنوب في بني قينقاع ، ثم حُوِّلَ بعد ذلك [2] . ويذكر في سبب تحويله : أن كعب بن الأشرف خشي على أسواق اليهود المجاورة ، فبادر إلى قطع أطناب الخيام التي وضعت للسوق . فنقلها رسول الله « صلى الله عليه وآله » إلى العرصة في شمالها ، وقال : هذا سوقكم ، [ لا تتحجروا ] فلا يضيق ، ولا يؤخذ فيه خراج [3] . . ولم يكن في السوق بناء ، بل كان عرصة غير مسقوف . . ولكن النص المذكور آنفاً يقول : إن خياماً كانت قد أقيمت فيه . وقالوا : إنه « صلى الله عليه وآله » استعمل عمر مراقباً على سوق المدينة ،
[1] التراتيب الإدارية ج 2 ص 163 . [2] وفاء الوفاء ج 2 ص 747 . [3] عيون الأثر ( ط بيروت سنة 1980 ) ج 1 ص 351 . ووفاء الوفاء ج 2 ص 748 .