التعدي على الأملاك العامة ، بسبب ضآلة أنفسهم ، وقلة تدبرهم ، وعدم اهتمامهم بآخرتهم ، وبمراعاة أحكام الشرع والدين . لا نافذة ولا كوة على الطرقات : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر « عليه السلام » في حديث طويل ، قال : إذا قام القائم دخل الكوفة . . إلى أن قال : ويسد كل كوة إلى الطريق [1] . وقد أمر علي « عليه السلام » القيمين على مجلس ثقيف بسد كل كوة على الطريق أيضاً [2] . وهذا أمر طبيعي ، إذ لا ينبغي أن ينشغل السكان عن أعمالهم بمراقبة الناس ، لا سيما وأن ذلك يحمل معه إمكانية وقوع النظر على ما لا يحل النظر إليه ، ثم يسول لهم الشيطان إعادة النظر ، وينتهي الأمر إلى الوقوع في الحرام . فإذا تكرر ذلك ، فسينتهي الأمر إلى أن تصبح الصغيرة كبيرة ، والعياذ بالله . . كما أن هذه الكوة تمكن الآخرين من النظر إلى داخل البيوت ، ومعرفة ما فيها ، وقد يقع نظرهم على ما يحرم النظر إليه أيضاً ، ويزرع فيهم الجرأة على انتهاك الحرمات . . وربما يكون لدى الناظر رغبة في رصد ما في داخل
[1] بحار الأنوار ج 52 ص 333 وج 101 ص 254 عن الغيبة للطوسي . [2] الخرائج والجرايح ج 1 ص 230 و 231 وبحار الأنوار ج 101 ص 254 والهداية الكبرى ص 150 .