إلى هذا الحد ، فإن مسيرة الانحدار لديه تبدأ . من أجل ذلك أراد « عليه السلام » أن يستفيد من هذه الرغبة الجامحة لديهم بالقعود على ظهر الطريق ، كوسيلة لإثارة كوامن الخير لديهم ، وإلقاء بذرة الصلاح فيهم ، فشرط عليهم : 1 - غض الأبصار عن المحارم . 2 - رد السلام ، والتعاطي مع الناس بإيجابية ، حتى لا يتبلد إحساسهم ، وينتهي بهم الأمر إلى الاستهتار بالآخرين ، واللامبالاة بهم . . 3 - إرشاد الضال ، ليشعروا بحاجات الناس ومتاعبهم ، وليعرفوا أن عليهم أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاههم ، وأن مقامهم ليس مقام المتفرج ، الذي لا يعنيه من الأمر إلا التلذذ يما يراه . . وإذا ما قدموا خدمة للناس ، فإن ذلك سيجعلهم يحبونهم ، لأن تضحيتك في سبيل شيء بعينه تجعلك تحب ذلك الشيء . . ليس لهذا مفعول رجعي : وقد روى ابن مسكان ، عن الحلبي ، عنه : أنه قال : وأي رجل اشترى داراً فيها زيادة من الطريق ، قبل شرائه إياها ، فإن شراءه جائز [1] . فدلت هذه الرواية : أن الزيادة من الطريق في الدار لا تمنع من بيعها
[1] بحار الأنوار ج 101 ص 255 عن نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص 78 وراجع : تهذيب الأحكام ج 7 ص 129 و 130 .