العامة ، خصوصاً في المواضع التي يقصدها الناس للراحة والإقامة لوقت قصير أو طويل ، فإن هذا يمنع من نزولهم ، ومن استراحتهم . ثانياً : يلاحظ : أن الرواية تحدثت عن لعن من يسد الطريق المسلوك ، لتشير إلى أن سد الطريق المهجور لا يستوجب هذا اللعن الشديد ، فإن مجرد إطلاق اسم الطريق على موضع لا يكفي لذلك ، إذا لم يكن مسلوكاً بالفعل ، إذ قد يطلق عليه الاسم بلحاظ ما كان عليه في السابق . ثالثاً : يلاحظ : تكرار كلمة ملعون على لسان رسول الله « صلى الله عليه وآله » ، ليدل على تشدده البالغ في هذا الأمر ، وعلى أن علينا التشدد في المنع عن أمثال هذه الأعمال . لا يسمح بالنزول على ظهر الطريق : وإذا كان الطريق قد أعد لتنقل الناس ، فإن النزول على ظهر الطريق يكون غير منطقي ، لأنه يعرقل حركة المارة ، ويؤذي الناس ، ويزرع بذور الشقاق . وقد ورد التحذير من ذلك . ففي المزار الكبير : « ولا تنزل على ظهر الطريق » [1] . وروي أيضاً : أن مما أوصى به أمير المؤمنين « عليه السلام » عند وفاته : إياك والجلوس في الطرقات [2] .
[1] بحار الأنوار ج 73 ص 265 . [2] الأمالي للشيخ المفيد ص 129 و 130 و ( ط دار المفيد سنة 1414 ه ) ص 222 والأمالي للشيخ الطوسي ج 1 ص 4 - 6 و ( ط دار الثقافة سنة 1414 ه ) ص 8 وبحار الأنوار ج 42 ص 203 وج 72 ص 465 وج 75 ص 99 ومصباح البلاغة ( مستدرك نهج البلاغة ) ج 3 ص 156 وج 4 ص 167 .