أطرافكم ، وليس ذلك إلَّا من ترككم جهاد عدوّكم ، وقلَّة المبالاة ، وإن الله تعالى أعطانا هذا الملك ليبلونا : أنشكر فيزيدنا [4] ، أم نكفر فيعاقبنا ؟ ونحن أهل بيت خير [5] ، ومعدن [ 20 ] الملك [6] . فإذا كان غدا ، فاحضروا . » فاعتذر الناس ، وواعدوه الحضور . فلمّا كان من غد ، أرسل إلى أهل بيت المملكة وأشرافهم ، وإلى الأساورة [7] وكبارهم ، فدعاهم ، وأذن للرؤساء من الناس ودعا « موبذان موبذ [8] » ، وأقعده على كرسي مقابل سريره ، ثم قام على سريره خطيبا . فقام أشراف الناس ، وأهل بيت المملكة والأساورة ، فقال : اجلسوا . فإنّى إنّما قمت لأسمعكم . فجلسوا ، فقال : « أيها الناس ، إنما الخلق للخالق ، والشكر للمنعم ، والتسليم للقادر ، ولا بدّ مما هو كائن ، وإنّه لا أضعف من مخلوق ، طالبا كان أو مطلوبا ، ولا أقوى من خالق ، ولا أقدر ممن طلبته [9] في يده ، ولا أعجز ممن هو في يد طالبه . « ألا وإنّ التفكّر نور ، والغفلة ظلمة ، والجهالة ضلالة . وقد ورد الأوّل ، ولا بدّ للآخر من اللحوق [10] بالأوّل ، وقد مضت قبلنا [ 21 ]
[4] . مط : فنريد . [5] . في الطبري : عزّ . [6] . في الطبري : الملك للَّه . [7] . الأساورة : جمع مفرده الأسوار : الرامي ، وقيل : الفارس ( المعرّب ) ، القائد ( لد ) ، الحر ، العظيم ( فأب 1 : 223 ) . بالأفستائية : asbaray ركوب الفرس ، بالفارسية القديمة : asa - bara ، بالفهلوية : aspabarak , aspavar الأسوار : الراكب مقابل الراجل ( حب ) . [8] . موبدان موبد : أعلى درجة في رتب رجال الدين الزرداشتى . ( فم ) بالفهلوية : magupat ( مغ بد ) . [9] . الطَّلبة والطَّلبة : المطلوب . [10] . في الطبري : اللحاق .