responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 531


بإزائها ، أقبل حتى انتهى إليهم ، فقال :
- « إنّى قد رأيت جولتكم ، وانحيازكم عن صفوفكم ، تحوزكم الجفاة الطغام [1] ، وأعراب الشام ، وأنتم لهاميم العرب ، والسنام الأعظم ، وعمّار الليل بتلاوة القرآن ، وأهل دعوة الحق إذ ضلّ الخاطئون . فلو لا إقبالكم بعد إدباركم ، وكرّكم بعد انحيازكم ، وجب عليكم ما وجب على المولَّى يوم الزحف دبره ، وكنتم من الهالكين ، ولكن هوّن وجدي ، وشفى بعض أحاح [2] نفسي أنّى رأيتكم بأخرة حزتموهم [3] ، كما حازوكم ، وأزلتموهم عن مصافّهم كما أزالوكم ، تحسّونهم [4] بالسيوف ، يركب أولاهم أخراهم ، كالإبل المطرودة إليهم . فالآن ، فاصبروا ، نزلت عليكم السكينة وثبّتكم الله باليقين وإنّ الفارّ لا يزيد في عمره ولا يرضى ربّه ، [ 3 ] فموت المرء محقّا قبل موجدة [5] الله ، والذلّ اللازم ، والعار الباقي ، واغتصاب الفيء من يده ، وفساد العيش ، خير من الرضا بالتأنيس [6] لهذه الخصال ، والإقرار عليها . » فصبر القوم ، وقتل الفرسان من الجانبين . فقتل ذو الكلاع وعبيد الله بن عمر ، وتنادت ربيعة - حيث انتهى إليها علىّ - بينها :
- « إن أصيب علىّ فيكم ، وقد لجأ إليكم ، افتضحتم آخر الدهر ، وتشاءم بكم المسلمون . » وقال لهم شقيق بن ثور :
- « يا معشر ربيعة ، لا عذر لكم في العرب إن وصل إلى علىّ فيكم ومنكم



[1] . في مط : يحوزكم الجفاء الطعام ! وفي الطبري ( 6 : 3301 ) : الطغاة الجفاة . والطغام ( للواحد والجمع ) : أوغاد الناس .
[2] . الأحاح : العطش ، الغيظ .
[3] . حزتموهم : سقتموهم .
[4] . تحسّونهم : تقتلونهم باستئصال رؤوسهم ، تبيدونهم . وفي مط : تحثونهم !
[5] . الموجدة : الغضب .
[6] . التأنيس : مهملة في الأصل ومط ، فأعجمناها حسب الطبري ( 6 : 3301 ) .

531

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست