responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 526


الحياة التي لا تبقى لكم ؟ » فمضى ، واستقبل الناس منهزمين ، فقال لهم هذه الكلمات التي أمره علىّ بها .
ثم قال : « إلىّ ، أيها الناس إلىّ ! أنا مالك بن الحارث . . » ثم ظنّ أنه بالأشتر أعرف في الناس ، فقال : « أنا الأشتر ، إلىّ ، إلىّ ! » فأقبلت طائفة إليه [ 587 ] وذهبت عنه طائفة ، فقال :
- « عضضتم بهَنِ آبائكم [1] ، ما أقبح ما قاتلتم منذ اليوم ! يا أيها الناس ، أخلصوا إلى مذحجا . » فأقبلت مذحج ، فقال :
- « عضضتم بصمّ الجندل ، ما أرضيتم ربكم ، ولا نصحتم له في عدوكم ، وكيف ذلك وأنتم أبناء الحرب ، وأصحاب الغارات وفتيان الصباح ، وفرسان الطراد ، وحتوف الأقران ، ومذحج الطعان الذين لم يكونوا يسبقون [2] بثأرهم ، ولا تطلّ دماؤهم ، ولم تعرفوا في موطن بخسف ، فأنتم حدّ أهل مصركم ، وما تفعلوا في هذا اليوم فإنّه مأثور بعد اليوم ، فاتقوا مأثور الحديث ، واصدقوا عدوكم اللقاء ، فإنّ الله مع الصادقين . فوالذي نفس مالك بيده ، ما من هؤلاء - وأشار بيده إلى أهل الشام - [ رجل ] [3] على مثل جناح بعوضة من محمد - صلى الله عليه - إنكم ما أحسنتم القراع ، فاجلوا سواد وجهي يرجع في وجهي دمى . عليكم بهذا السواد الأعظم ، فإنّ الله لو قد فضّه تبعه من بجانبيه كما تبع مؤخّر السيل مقدّمه . » قالوا : « خذ بنا حيث أحببت . » فصمد نحو عظمهم مما يلي الميمنة ، وأخذ يزحف إليهم ويردّهم ، ويستقبله



[1] . في بعض الأصول : بهن أمّكم . ( الطبري 6 : 3294 ) . وفي الحديث : « من تعزّى بعزاء الجاهلية فأعضّوه بهن أبيه ولا تكنوا » . أي ، قولوا له : « اعضض بأير أبيك » ، ولا تكنوا عن الأير بالهن تنكيلا وتأديبا له . ( لع 7 : 188 « عضض » ) .
[2] . في الأصل : يسبقوا .
[3] . تكملة عن الطبري ( 6 : 3295 ) .

526

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست