- « وكيف ننقب [1] على بيوت مبطَّنة الأبواب ؟ ينبغي لنا أن نقلع بطانة الباب . » فدخلا ، فاقتلعا البطانة ، ثمّ أغلقاه وجلسا عندها كالزائر . فدخل عليها فاستخفّته غيرة ، وأخبرته برضاع وقرابة مثلها [2] محرّم . فصاح به وأخرجه وجاء بالخبر . فلمّا أمسينا عملنا في أمرنا وقد كنّا واطأنا أشياعنا ، ولكن عجّلنا عن مراسلتهم . فنقبنا البيت من خارج ، ثمّ دخلناه ، وفيه سراج تحت جفنة [3] ، واتّقينا بفيروز لأنّه كان أنجدنا وأشدّنا ، فقلنا : - « انظر ما ذا ترى وأين موضعه ؟ » فدخل ونحن بينه وبين الحرس الذين معه في مقصورته . فلمّا دنا من باب البيت سمع غطيطا شديدا ، فإذا المرأة جالسة . فلمّا قام على الباب فتح عينيه فقال أيضا : - « ما لي ومالك يا فيروز ! » فخشي أن يرجع لأخذ السلاح وإعلامنا فنهلك وتهلك المرأة . فعاجله - وكان مثل الجمل - فأخذ برأسه فدقّ [ عنقه ] [4] [ 290 ] ووضع ركبته في ظهره فدقّه ، ثم قام ليخرج . فأخذت بثوبه وهي ترى أنّه لم يقتله ، وقالت : - « أين تدعني ؟ » قال : « لا بأس ، أخبر أصحابي وأعود معهم . » فأتانا وقمنا معه فأردنا حزّ رأسه . فتحرّك واضطرب فلم نضبطه ، فقلت : - « اجلسوا على صدره . » فجلس الاثنان على صدره وأخذت المرأة بشعره ، وسمعنا بربرة ، فألجمته
[1] . مط : « ينقب » . [2] . في الطبري : منها . [3] . نقطة الجيم غير واضحة . فتقرأ « جفنة » و « حفنة » مط : « حفته » ! وما أثبتناه يؤيده الطبري . [4] . في الأصل : فدقّ ، في مط : فدقة . و « عنقه » من ابن الأثير .