إليه الناس بالخيل من إصبهان وخراسان وفارس ، وانتهى إلى بهرام مكانه بصحراء الدنق ، فشخص نحوه من المدائن ، فجرت بينهما حرب شديدة قتل فيها الكمىّ الرومي [1] بضربة ضربه بها بعض الفرس على رأسه ، فقدّ رأسه ويده ، وعار [2] فرسه بنصف بدنه الباقي إلى معركة أبرويز ومعسكره ، [ 228 ] فاستضحك أبرويز ، وعظم ذلك على الروم حتى كثر الكلام فيه ، وعوتب أبرويز ، وقيل له : - « هذا جزاؤنا منك ، يقتل كميّنا وواحد عصره في طاعتك ، وبين يديك ، فتضحك ؟ » فاعتذر بأن قال : - « إني والله ما ضحكت لما تكرهون . ولقد شقّ علىّ أن فقدت مثله أكثر ممّا شقّ عليكم ، ولكنّى رأيتكم تستصغرون شأن بهرام جوبين ، وتنكرون هربي منه ، فذكرت ذلك من قولكم الآن ، وعلمت أنكم برؤيتكم هذه الضربة وأثرها على هذا الكمىّ تعذروننى وتعلمون يقينا أنّ هربي إنّما كان من أمثال هؤلاء القوم الذين هذا مبلغ نكايتهم في الأبطال . » ويقال : إنّ أبرويز حارب بهرام منفردا عن العسكر بأربعة عشر رجلا منهم كردى أخو بهرام ، وبندويه وبسطام حربا شديدة وصل فيها بعضهم إلى بعض ، والمجوس تحكى حكايات عظيمة لا فائدة في ذكرها مع امتناعها ، وجملتها : أنّ أبرويز استظهر استظهارا أيس معه بهرام جوبين ، [ 229 ] وعلم أنّه لا حيلة له فيه ، فانحاز عنه نحو خراسان ، ثم صار إلى الترك ، وصار أبرويز إلى المدائن بعد أن فرّق في الجنود من الروم أموالا عظيمة وصرفهم إلى ملك الروم . ولبث بهرام في الترك مكرّما عند الملك ، حتى احتال عليه أبرويز بتوجيه رجل يقال له هرمز : إلى الترك بجوهر نفيس وغيره ، حتى احتال لخاتون امرأة