responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 148


أحوج الأمم إلى تناول شيء من المعايش ، لسوء حالهم وشظف عيشهم . فسار جمع عظيم منهم في البحر ، من ناحية بلاد عبد القيس والبحرين وكاظمة [1] ، حتى أناخوا براشهر [2] وسواحل أردشير خرّه ، وأسياف [3] فارس ، وغلبوا أهلها على [ 132 ] مواشيهم وحروثهم ومعايشهم ، وأكثروا الفساد في تلك البلاد ، ومكثوا بذلك حينا لا يغزوهم أحد من الفرس لقلَّة الهيبة ، وانتشار الأمر ، وكثرة المدبّرين ، ولأنّ الملك طفل ، حتى ترعرع سابور ، وجعل الوزراء يعرضون عليه أمر الجنود التي في الثغور ، ووردت الأخبار بأنّ أكثرهم قد أحلّ . وعظَّموا عليه الأمر بعد الأمر . وكان ممّن عرض عليه ، أمر الجنود التي في الثغور ، ومن كان منهم بإزاء الأعداء ، وأنّ الأخبار وردت بإحلال أكثرهم . وهوّلوا عليه الخطب في ذلك .
فقال لهم سابور : « لا يكبرنّ عليكم هذا ، فانّ الحيلة فيه يسيرة » ، وأمر بالكتاب إلى أولئك الجنود بأنه :
- « انتهى إلىّ طول مكثكم في النواحي التي أنتم فيها ، وعظم غناءكم عن إخوانكم وأوليائكم ، فمن أحبّ منهم الانصراف إلى أهله ، فلينصرف مأذونا له في ذلك ، ومن أحبّ أن يستكمل الفضل بالصبر في موضعه عرف له ذلك . » وتقدّم إلى من اختار الانصراف ، في لزوم أهله وبلاده إلى وقت [ 133 ] الحاجة إليه .
فلمّا سمع الوزراء ذلك من قوله ورأيه ، استحسنوه وقالوا : « لو كان هذا قد أطال تجربة الأمور وسياسة الجنود ، ما زاد رأيه على ما سمعنا منه . » ثم تتابعت آراؤه في تقويم أصحابه وقمع أعدائه ، حتى إذا تمّت له ست عشرة سنة ، وأطاق حمل السلاح وركوب الخيل ، واشتدّ عظمه ، جمع إليه رؤساء أصحابه وأجناده ،



[1] . كاظمة : جوّ على سيف البحر في طريق البحرين من البصرة ، بينها وبين البصرة مرحلتان ( مع ) .
[2] . راشهر ( ريشهر ) : مدينة إزاء بوشهر ( لج ) . ناحية من كورة أرجان ( مع ) .
[3] . الأسياف : جمع مفرده السيف : ساحل البحر ، ساحل الوادي .

148

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست