أصحاب دارا وثبوا به ، فقتلوه ، وتقرّبوا بذلك إلى الإسكندر ، فأمر بقتلهم وقال : - « هذا جزاء من اجترأ على ملكه . » وتزوّج ابنته : روشنك [1] . ثم غزا الهند ومشارق [ 64 ] الأرض ، فملكها . ثم انصرف وهو يريد الإسكندرية ، فهلك بناحية السواد ، فحمل في تابوت من ذهب إلى أمّه . وكان ملكه أربع عشرة سنة ، واجتمع ملك الروم وكان قبل الإسكندر متفرقا ، وتفرّق ملك فارس وكان مجتمعا . مما يحكى عن الإسكندر وحيله الإسكندر ودارا وقد كان فيلفوس أبو الإسكندر ، صالح دارا ، على خراج يحمله إليه في كلّ سنة . فلمّا هلك الأب ، وملك الإسكندر ، وطمع في دارا ، منعه الخراج الذي كان يحمله أبوه إليه . فأسخط دارا ، فكتب إليه يؤنّبه بسوء صنيعه في تركه حمل ما كان أبوه يحمله من الخراج ، وأنه إنما دعاه إلى حبس ذلك ، الصبى والجهل ، وبعث إليه بصولجان وكرة وبقفيز [2] من السمسم : يعلمه بذلك أنه إنّما ينبغي أن يلعب مع الصبيان بالصولجان [3] ، ولا يتقلَّد الملك ، ولا يتلبّس به ، ويعلمه أنه إن لم يقتصر على ما أمره به ، وتعاطى الملك ، بعث إليه من يأتيه به في وثاق ، [ 65 ] وأن عدّة جنوده الذين يبعث بهم ، كعدّة حبّ السمسم الذي بعث به إليه . فكتب الإسكندر في جواب ذلك ، أن قد فهم ما كتب به ، ونظر إلى ما أرسله
[1] . بالفهلوية : Roshnak بالأفستائية : Raoxshana . ابنة دارا وزوجة الإسكندر ( يو ، حب ) . ابنة دارا هي Stativa وأما روشنك ( باليونانية Roxano ) فهي ابنة شريف من شرفاء سغد ، تزوجت من الإسكندر ( إيب : 1736 ، 1883 ) . [2] . القفيز : مكيال كان يكال به قديما ويختلف مقداره في البلاد ( مو ) . [3] . الصولجان : معرّب چوگان ، بالفهلوية : Chopakan ( حب ) .