يلقّبون بيوراسب ب « الازدهاق » [1] . [ 11 ] وقوّم منهم يزعمون أن جمّ شيذ زوّج أخته من بعض أشراف أهل بيته وملَّكه اليمن ، فولدت له الضحّاك . وأما العرب فينسبون الضحّاك غير هذه النسبة . ورغم قوم أنّه نمرود . وزعم آخرون أنّ نمرود كان عاملا من قبله على كثير من أعماله ، ولا ينبغي أن نذكر من أمره فيما قصدنا له ، أكثر من هذا النّبذ ، لئلَّا ننقطع عن غرضنا . بيوراسب وما جرى بينه وبين كأبى الإصبهاني ولما ملك بيوراسب [2] ظهر منه خبث شديد وفجور كثير ، وملك الأرض كلَّها ، فسار فيها بالجور والعسف ، وبسط يده بالقتل والصلب ، ليهابه الناس ، وليمحو عن صدور الناس سياسة من تقدّمه وذكرهم وسنّتهم . فسنّ العشور ، واتخذ المغنّين والملهين . وكان على منكبه سلعتان [3] يحركهما [4] إذا شاء ، كما يحرّك يديه . فادّعى أنهما حيّتان ، تهويلا على [ 12 ] ضعفاء الناس ، وأغبيائهم ، وكان يسترهما بثيابه . فلما طالت أيامه وعمّ الناس جوره ، كان من سوء عاقبة ذلك أن ظهر بإصبهان
[1] . في الأصول : أزدهاق ، أژدهاك ، ده آك . شا : أژدها ، أژدهافش ، بالأفستائية : Agi - dahaka . بالفهلوية : Azhi - dahak ( ف ) . [2] . في سائر الأصول : بيوراسب ، بيوراسف ، بهراسب . بالفهلوية : Bevarasp ( ف ) ، أي : من له عشرة آلاف حصان ( فم ) . [3] . السلعة : زيادة تحدث في الجسد . [4] . مط : حركهما .