كان يتولَّاها بنفسه . فأحسّ بذلك بيوراسب [1] - وهو الذي تسمّيه العرب الضحّاك [2] - وعلم استيحاش الناس منه ، وتنكّر خواص أصحابه له ، فدسّ إلى رجاله [3] من استصلحه [4] لنفسه ، ودبّر عليه حتى قوى ، ثمّ قصده ، فهرب منه جمّ وتبعه حتى ظفر به ، فنكل به ، وأشره بمئشار [5] . وقد كان جمّ تنقّل في البلدان قبل ذلك ، إلى أن جرى عليه ما جرى . وكان الضحّاك هذا - على ما تزعم الفرس - من ولد جيومرت ، وبينه وبين جيومرت من الآباء « تاج » [6] وإليه تنتسب العرب ، فيقال لهم : « تاجى » [7] وهم
[1] . مط : هوراسب . [2] . الضحّاك : معرّب « ده آك » ( حمزه : 24 ) . [3] . مط : رحاله . [4] . مط : من استخلصه . [5] . في الطبري : ونشره بمنشار ( 1 : 181 ) . أشر الخشبة وغيرها : نشرها . المئشار : المنشار . [6] . في الطبري : تاز ( 1 : 202 ) . البيروني : غار ( قار ) وهو أبو العرب العاربة ( ص 104 ) . حمزة : تاج ، ولذلك قيل لهم : تاجيان ( ص 34 ) . ابن الأثير : يارين ( 1 : 74 ) . [7] . بالفهلوية Tazhik ( فم ) ، Tazik , Tajik ( ف ) : المنسوب إلى قبيلة طىء أو العرب . تاجيك ، تاجك ، تازيك ، - وبأحد المعاني - تاژيك : شيء واحد . باللغة التركية : تأت ( الرعيّة ) چيك ( في الأصل وبأحد المعاني : الولد ، أو بمعنى التصغير ) : 1 - غير الترك عامة ، ومن ليس بترك أو مغولى . 2 - الإيراني خاصة . 3 - أهل تاجيكستان ( فم ) . أما الوجوه التي ذكرها الباحثون في تسمية العرب ب « تازى » فهي : 1 - أن تكون الكلمة من المصدر الفارسي : « تازيدن » أي : شنّ الإغارة لأن العرب كانت تكثر ذلك في غابر الزمن . 2 - لفظة « تاژ » معناها الخيمة ، والعرب كانت تسكن الخيام فسمّاهم الإيرانيون ب « تاژيك » تازى ، ثم تبع الصينيّون الإيرانيين في هذه التسمية ، فقالوا للعرب : « تاش » ( لد ) . 3 - كان الإيرانيون ، في عصر أنوشيروان ، على اتصال باليمن ، وكانوا يسمون طيّئا ب « تاژ » ، فقالوا للمنسوب إلى هذه القبيلة « تاژيك » ، ثم أطلقوا الاسم على كل العرب ( حب ) ، وهذا التعميم نراه أيضا في التلمود والموارد اليهودية السريانية الأخرى ، حيث أطلق على العرب : طييعه ، طييه ، طيايه ، وأصلها : طىء ( Obermeyer , s . 233 . ff . نقلا عن المفصّل 1 : 660 ) . 4 - ان لفظة : « تازى » هي الشكل الفارسي للفظة : « طائى » العربية التي تطلق على المنسوب إلى قبيلة « طىء » ( لش ) . 5 - كان الإيرانيون منذ القديم يسمون غير الإيرانيين ب « تاجيك » أو « تاژيك » ، كما سمّت الإغريق غيرهم « بربرا » ، وسمّت العرب غيرهم « أعجميا » ، فتحول هذا اللفظ إلى « تازى » في اللغة الفارسية الحديثة ، ثم اختص بالعرب قليلا قليلا ، بينما بقي في بلاد الترك وما وراء النهر بشكله القديم وبمعناه العام ( مطلق الأجانب ) ، ثم بعد أن اختلطت الترك الألتائيون والفرس في تلك التخوم ، دخلت كلمة « تاجيك » في لغة الترك فسمّت الترك الإيرانيين ب « تاجيك » فقيل : « ترك وتاجيك » ( بس 3 : 50 الحاشية ) .