قال أهل الشام : - « فإنّا قد اخترنا عمرو بن العاص . » وقال الأشعث وأولئك القوم الذين صاروا خوارج [ 13 ] بعد : - « فإنّا قد رضينا بأبى موسى الأشعري . » علىّ لا يرضى بأبى موسى والناس يأبون إلَّا إيّاه قال علىّ : « فإنكم قد عصيتموني في أول الأمر ، فلا تعصوني الآن . إنّى لا أرى أن أولَّى أبا موسى . » قال الأشعث وزيد بن حصن الطائي ومسعر بن فدكي [1] : - « لا نرضى إلَّا به ، فإنّه قد كان يحذّرنا ما وقعنا فيه . » قال علىّ : « فإنه ليس لي بثقة ، قد فارقني ، وخذّل الناس عنّى ، ثم هرب منّى حتى آمنته بعد أشهر ، ولكن هذا ابن عباس ، أولَّيه ذلك . » قالوا : « والله ما نبالى : أنت كنت ، أم ابن عباس . ما نريد إلَّا رجلا هو منك ومن معاوية سواء . » قال علىّ : « فإنّى أجعله الأشتر . » فقال الأشعث : « وهل سعّر الأرض غير الأشتر ، وهل نحن إلَّا في حكم الأشتر ؟ » قال علىّ : « وما حكمه ؟ » قال : « أن يضرب بعضنا بعضا بالسيوف حتى يكون ما أردت . » قال : « فقد أبيتم إلَّا أبا موسى . » قالوا : « نعم . »