responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 528


فقال منقذ لحمير : « ما في العرب مثل هذا إن كان قتاله عن نيّة . » فقال له حمير : « وهل النيّة إلَّا ما تراه يصنع . » قال : « إنّى أخاف أن يكون يحاول ملكا . » وحمل الأشتر في بعض حملاته ، فكشف أهل الشام حتى ألحقهم بصفوف معاوية ، وذلك بين صلاة العصر والمغرب ، وانتهى إلى عبد الله بن بديل ، وهو في عصبة من القرّاء بين المائتين إلى الثلاثمائة ، وقد لصقوا بالأرض كأنهم جثى ، فكشف عنهم أهل الشام ، فأبصروا إخوانهم قد دنوا منهم .
فقالوا : « ما فعل أمير المؤمنين ؟ » قالوا : « حىّ صالح يقاتل في الميسرة ، ويقاتل الناس أمامه . » فقالوا : « والحمد للَّه ، قد كنّا ظننّا أن قد هلك وهلكتم . » ابن بديل يعصى مالكا ويقتل وقال عبد الله بن بديل لأصحابه :
« استقدموا بنا ، رحمكم الله ! » فأرسل إليه الأشتر أن :
« لا تفعل ، أثبت للناس ، وقاتل ، فإنّه خير لهم ، وأبقى لك ولأصحابك . » فعصاه ومضى كما هو نحو معاوية ، وحوله كأمثال جبال الحديد ، وفي يده سيفان ، وقد خرج . فهو أمام أصحابه . فأخذ كلما دنا منه رجل قتله ، حتى قتل تسعة ، ودنا من معاوية ، فنهض إليه الناس [ 590 ] من كلّ جانب ، وأحيط به حتى قتل ناس من أصحابه ، ورجعت طائفة قد خرجوا منهزمين .
فبعث الأشتر ابن جهمان ، فحمل على أهل الشام الذين يتّبعون من كان نجا من أصحاب ابن بديل ، حتى نفّسوا عنهم ، وانتهوا إلى الأشتر . فقال لهم :
- « ألم يكن رأيي خيرا لكم من رأيكم لأنفسكم ؟ ألم آمركم أن تثبتوا مع

528

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 528
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست