فيهم بسيفي . » فقال له الأشتر : « يا ابن أخي ، أطال الله بقاءك ، [ 574 ] قد - والله - ازددت فيك رغبة . لا ، ما أمرتك بمبارزته ، وإنما أمرتك أن تدعوه إلى مبارزتي . إنّه لا يبرز إلَّا لذوي الأسنان والكفاءة والشرف ، وأنت - ولربّك الحمد - من أهل الشرف والكفاءة ، غير أنك في حدث السنّ . وليس [ هو ] بمبارز الأحداث ، ولكن ادعه إلى مبارزتي . » فأتاه ونادى : « آمنوني ، فإنّى رسول . » فأومن حتى جاء إلى أبى الأعور . قال : فدنوت منه وقلت « إنّ الأشتر يدعوك إلى المبارزة . » قال : فسكت عنّى طويلا ثم قال : « إنّ خفّة الأشتر ، وسوء رأيه حمله على إجلاء عمّال عثمان بن عفّان من العراق ، ومن خفّة الأشتر أن سار إلى بن عفّان في داره حتى قتله في من قتله ، فأصبح متبعا [1] بدمه . ألا ، لا حاجة لي في مبارزته . » قال : قلت له : « إنّك قد تكلَّمت ، فاسمع منّى أجبك . » قال : « لا حاجة لي في الاستماع منك ولا في جوابك ، اذهب عنّى . » وصاح بن أصحابه ، فانصرفت عنه ، ولو سمع إلىّ لأجبته بحجّة صاحبي . فرجعت إلى الأشتر ، فأخبرته أنه قد أبى المبارزة . فقال : - « لنفسه نظر . » القتال على الماء وأقمنا متحاجزين يوما ونتحارس ليلتنا . فلما أصبحنا نظرنا فإذا القوم قد
[1] . أهملت الثانية والثالثة من الكلمة في الأصل ، وهي في مط : « متبعا » والضبط في الطبري : « متّبعا » .