قالوا : « فإن لم يتركونا ؟ » قال : « دفعناهم عن أنفسنا . » وقام إليه أبو سلامة الدلاني [1] فقال : - « أترى لهؤلاء القوم حجّة [ 547 ] في ما اجتمعوا له وطلبوه من هذا الدم ؟ » قال : « نعم . » قال : « فترى لك حجّة بتأخيرك ذلك ؟ » قال : « نعم ، إنّ الشيء إذا كان لا يدرك ، فالحكم فيه أحوطه وأعمّه نفعا . » فقال : « ما حالنا وحالهم إن ابتلينا غدا ؟ » قال : « إنّى لأرجو ألَّا يقتل أحد منّا ومنهم تقىّ [2] قلبه للَّه بما يصنع ، إلَّا دخل الجنة . [3] » علىّ يخطب سائلا كفّ الألسن والأيدى وقام علىّ فخطب وقال : - « أيها الناس ! كفّوا ألسنتكم عن هؤلاء وأيديكم ، فإنهم إخوانكم ، وإياكم أن تسبقونا . فإنّ المخصوم من خصم اليوم . » ثم ارتحل على تعبئة ، حتى إذا أطلّ على القوم بعث إليهم : - « إن كنتم على ما فارقتم القعقاع بن عمرو ، فكفّوا حتى ننزل وننظر في هذا الأمر . »
[1] . وفي مط : الدلاى ( الدلامى ؟ ) ، وفي الطبري : الدالاني ( 6 : 3167 ) ، كما في الكامل ( 3 : 237 ) . وفي الأصل إهمال وقد أعجمنا النون بإمارة ما في الطبري . [2] . في الطبري : نقى قلبه ( 6 : 3167 ) . [3] . وأضاف الطبري هنا : وقام إليه مالك بن حبيب ، فقال : ما أنت صانع إذا لقيت هؤلاء القوم ؟ قال : قد بان لنا ولهم أنّ الإصلاح الكفّ عن هذا الأمر . فإن بايعونا فذلك ، فإن أبوا وأبينا إلَّا القتال ، فصدع لا يلتئم . قال : فإن ابتلينا فما بال قتلانا ؟ قال : من أراد الله عزّ وجلّ نفعه ذلك وكان نجاءه ( 6 : 3167 ) .