ومن معه . » فأما أصحاب علىّ فتحركوا . وقام [1] علىّ فقال : - « إنّ الذي ندعو إليه من إقرار هؤلاء هو شرّ ، وهو خير من شرّ منه وهو كامن ، وقد كاد يبين لنا ، وجاءت الأحكام من المسلمين بإيثار أعمّهما منفعة وأحوطهما . » وأقبل [ 546 ] كعب بن سور ، فقال : - « ما تنتظرون يا قوم بعد تورّدكم أوائلهم ؟ اقطعوا هذا من العنق . فقالوا : - « يا كعب ! إنّ هذا أمر بيننا وبين إخواننا ، وهو أمر ملتبس ، وإنّ الشيء يحسن عندنا اليوم ، ويقبح عند إخواننا . فإذا كان من الغد قبح عندنا وحسن عندهم ، وإنّا لنحتجّ عليهم بالحجة ، فلا يرونها حجة ، ثم يحتجون بها على أمثالنا . ونحن نرجو الصلح إن أجابونا إليه ، وإلَّا فإنّ آخر الداء الكىّ . » ذكر فتوى لعلىّ بن أبي طالب عليه السلام في تلك الحال وقام إلى علىّ - عليه السلام - جماعة من أهل الكوفة يسألونه عن إقدامهم على القوم ، وسألوه : ما الذي يرى . فقال علىّ : « الإصلاح وإطفاء النائرة ، لعلّ الله يجمع شمل هذه الأمة بنا ، ويضع حربهم . فقد أجابونى . » قالوا : « فإن لم يجيبوا ؟ » قال : « تركناهم ما تركونا . »