الكوفة ، وكاتبهم ، واستدعى من المدينة ما أحبّ من سلاح وغيره . وقدم عثمان بن حنيف الربذة على علىّ منتوف شعر الوجه كلَّه ، وقال : - « يا أمير المؤمنين [ 536 ] بعثتني ذا لحية ، وجئتك أمرد . » قال : « أصبت خيرا وأجرا . اللَّهم أحلل ما عقدا ، ولا تبرم ما أحكما ، وأرهما المساءة في ما عملا . [1] » ما ذا جرى في الكوفة ؟ فأمّا أهل الكوفة ، فلمّا انتهى إليهم رسول علىّ استشاروا أبا موسى . فقال لهم : - « إنما هما أمران : القعود سبيل الآخرة ، والخروج سبيل الدنيا . » وجعل يثبّط الناس . إلى أن أنفذ علىّ - عليه السلام - ابن عباس والأشتر ، فلم يغنيا ، وكان بعث بهاشم بن عتبة إلى أبى موسى يستنفر الناس . فكتب إليه هاشم : - « إني قدمت على رجل مشاقّ ظاهر الغلّ . » فبعث علىّ الحسن وعمارا ، وكتب إلى أبى موسى : - « أما بعد ، فكنت أرى أن بعدك من هذا الأمر الذي لم يجعل الله لك فيه نصيبا سيمنعك من ردّ أمرى . وقد بعثت الحسن بن علىّ ، وعمار بن ياسر ، وبعثت قرطة بن كعب واليا . فاعتزل عملنا مذموما مدحورا . » فقدم الحسن بن علىّ وعمار بن ياسر . فلطف الحسن وقال : - « أيها الناس ! أجيبوا أميركم ، وسيروا إلى إخوانكم . فإنّه سيوجد لهذا الأمر من ينفر إليه . فواللَّه أن يليه أهل [ 537 ] النهى أمثل في العاجلة ، وخير في العاقبة ، فأجيبوا دعوتنا ، وأعينونا على ما ابتلينا به وابتليتم . » فقام زيد بن صوحان فقال :