الناس ، وخرجوا حتى نزلوا على طريق علىّ ، وأقام طلحة والزبير بالبصرة ليس معهما مخالف . وكتبوا إلى أهل الشام بما صنعوا ، وقصّوا القصة وأطالوا ، وذكروا أنّهم أقاموا حدّ الله ، وأنهم قد أعذروا ، وقضوا ما عليهم ، فنناشدكم الله في أنفسكم إلَّا نهضتم بمثل ما نهضنا به . وكتبوا إلى أهل الكوفة بمثل ذلك ، وإلى أهل اليمامة بمثله . وكتبت عائشة إلى أهل الكوفة كتابا بليغا طويلا تحضّهم على إقامة كتاب الله ، وتذكر لهم ما صنعوا بالبصرة . وكتبت إلى رجال بأسمائهم وقالت : - « ثبّطوا الناس عن نصرة هؤلاء القوم ، والزموا بيوتكم » . ولما قتلوا حكيما وأصحابه همّوا بقتل عثمان بن حنيف [ 535 ] فقال لهم عثمان : - « ما شئتم ، إن أخي سهلا بالمدينة مع علىّ ، وهو وال بها ، فإن قتلتموني انتصر . » فخلَّوا عنه ، وصلَّى بالناس عبد الله بن الزبير . وكتبت عائشة بنت أبي بكر إلى زيد بن صوحان : « من عائشة أم المؤمنين وحبيبة الرسول إلى ابنه الخالص زيد بن صوحان . أمّا بعد ، فإذا أتاك كتابي هذا فاقدم وانصرنا على أمرنا ، فإن لم تفعل فخذّل الناس عن علىّ بن أبي طالب . » فكتب إليها زيد بن صوحان : « إلى عائشة بنت أبي بكر . أمّا بعد ، فأنا ابنك الخالص إن اعتزلت من هذا الأمر ، ورجعت إلى بيتك ، وإلَّا فأنا أوّل من نابذك . » وقال : « رحم الله عائشة . أمرت أن تلزم بيتها ، وأمرنا أن نقاتل ، فتركت ما أمرت به ، وأمرتنا به ، وصنعت ما أمرنا به ونهتنا عنه . » وكان علىّ - عليه السلام - حين انتهى إلى الربذة ، أقام ، وأرسل إلى أهل