مكرهين ، فبايعوني . فأنا مقاتل بمن اتبعني من خالفني حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين . » ولما قربت عائشة ومن معها من البصرة قدّمت عبد الله بن عامر وقالت : - « أنت لك صنائع فاذهب إلى صنائعك ، فليلقوا [1] الناس . » وكتبت إلى رجال البصرة كالأحنف بن قيس وضبرة [2] بن شيمان ووجوه الناس ، وأقامت بالحفير تنتظر الجواب . عثمان بن حنيف يبعث رسولين إلى عائشة وطلحة والزبير ولما بلغ الخبر البصرة دعا عثمان بن حنيف عمران بن الحصين ، وكان رجل عامة ، وأبا الأسود الدئلي وكان رجل خاصّة وقال : - « انطلقا إلى هذه المرأة واعلما علمها وعلم من معها . » فانتهيا إليها والناس بالحفير ، واستأذنا فأذن لهما ، فسلَّما وقالا : - « إنّ أميرنا بعثنا إليك نسألك عن مسيرك ، فهل أنت مخبرتنا ؟ » فقالت : « والله ما مثلي يسير بالأمر المكتوم ، ولا يمئى [3] لبنيه الخبر ، [ إنّ الغوغاء ] ، [ 527 ] ونزّاع القبائل غزوا حرم رسول الله ، ونالوا من قتل الامام ، ما استحقّوا به لعنة الله ، وفعلوا وفعلوا . فخرجت في المسلمين إلى هذا المصر ، لأعلمهم ما فيه الناس وراءنا ، وما ينبغي لهم بأن يأتوه من الإصلاح ، وقرأت : لا
[1] . كذا في الأصل والطبري ، وفي مط : فليقوا . [2] . كذا في الأصل . وفي الطبري ( 6 : 3115 ) صبرة . [3] . كذا في الأصل : « لا يمئى » ، وما في القواميس : « مأى ، مأيا » بفتح العين . والمأى : النميمة ، الاغتياب ، الفساد بين الناس ، ضرب بعضهم ببعض ، المبالغة في الشيء . وفي مط : ولا يمشى لبنيه الخمر ، وفي بعض الأصول : « الحمر » . وفي الطبري : « ولا يغطى لبنيه الخبر » ( 6 : 3116 ) . وفي الكامل : « لا يعطى . . . » ( 3 : 211 ) .