فتغاووا [1] عليه ، ومنعته مضر ، وجعلوا يقولون له : - « اسكت لا أبا لك . » فيقول : « والله ، لا أسكت ، فلقد أتاهم ما يوعدون . » فيقولون له : « اسكت . » فيقول : « لقد حلّ بهم ما يحذرون ، انتهت والله أعمارهم ، ذهبت والله ريحهم . » ولم يزل بذلك حتى تبيّن الذلّ فيهم ، وتمّ لمعاوية تدبيره هذا . علىّ يدبّر لقتال أهل الفرقة بالشام واستأذن طلحة والزبير في العمرة ، فأذن علىّ لهما ، فلحقا بمكة ، وأحبّ أهل المدينة [ أن يعلموا ] [2] ما رأى علىّ في معاوية وانتقاضه ، ليعرفوا بذلك رأيه في قتال أهل القبلة ، أيقدم عليه ، أم يجزع منه . وكان بلغهم أنّ الحسن ابنه دخل عليه ، وحذّره ، ودعاه إلى القعود وترك الناس . فدسّوا [ 519 ] زياد بن حنظلة التميمي ، وكان منقطعا إلى علىّ ، فدخل عليه وجلس إليه ساعة . ثم قال له علىّ : - « يا زياد ، تيسّر . » قال : « لأىّ شيء ؟ » قال : « لغزو الشام . » قال زياد : « الأناة والرفق أمثل » ، وقال : < شعر > ومن لا يصانع في أمور كثيرة يضرّس بأنياب ويوطأ بمنسم < / شعر > فتمثّل علىّ وكأنّه لا يريده :
[1] . في مط وفي الطبري : تعادوا . وفي الكامل ( 3 : 203 ) : تعاونوا . [2] . الأصل ومط بدون « أن يعلموا » والتكملة من الطبري ( 6 : 3091 ) .