وقال طلحة : « تدعني ، فآتى البصرة ، فلا يفجأوك إلَّا وأنا في خيل . » وقال الزبير : « آتى الكوفة ، فلا يفجأوك إلَّا وأنا في خيل . » فقال : « حتى أنظر . » وسمع المغيرة بذلك المجلس . ذكر رأى جيّد للمغيرة فجاء المغيرة حتى دخل على علىّ - عليه السلام - فقال : - « إنّ حولك من يشير ويرى ، ولك علىّ حقّ الطاعة ، وأنّ النصح رخيص ، وأنت بقية الناس ، [ 512 ] وأنا لك ناصح . واعلم أنّ الرأي اليوم تحوز [1] به ما في غد ، وأن الضياع اليوم يضيع به ما في غد . أقرر معاوية على عمله ، وأقرر ابن عامر على عمله ، واردد عمّال عثمان عامك هذا ، واكتب بإثباتهم على أعمالهم ، فإذا بايعوا لك واطمأنّ الأمر عزلت من أحببت ، وأقررت من أحببت . » فقال علىّ : « والله ، لو كان ساعة من نهار لاجتهدت فيها رأيي [2] ، ولا ولَّيت أمثال هؤلاء [ ولا مثلهم يولَّى [3] ] ، وما كنت متخذ المضلَّين عضدا [4] . » فقال المغيرة : « فإذ قد أبيت فاترك معاوية ، فإنّ له جرأة ، وأهل الشام يطيعونه ، ولك حجّة في إثباته ، كان عمر بن الخطَّاب قد ولَّاه الشام كلَّها . » فقال علىّ : « لا والله لا أستعمله يومين . » فقام المغيرة وانصرف ، ثم عاد إليه بعد ذلك ، فقال :
[1] . وفي الأصل ومط : تحور . وفي الطبري : تحرز ( 6 : 3082 ) فأعجمنا الحرف الأخير بأمارة ما في الطبري . [2] . مط : رأيا . [3] . تكملة تطلَّبها السياق وهي من الطبري 6 : 3083 . [4] . س 11 الكهف : 18 .