- « يا ابن الدبّاغ ، ما أنت وذاك ، والله ما كنت أبايع أحدا من هؤلاء إلَّا قلت فيه هذه المقالة . وكان أول ما كتبه عثمان إلى أمراء الأجناد في الفروج : « أما بعد ، فانّكم حماة المسلمين ، وذادتهم ، وقد وضع عنكم عمر ما لم يغب عنّا ، بل كان عن ملأ منّا ، فلا يبلغنّى عن أحد منكم تغيير ولا تبديل ، فيغيّر الله ما بكم ، ويستبدل بكم غيركم . » وكتب إلى عمّال الخراج كتابا يحضّهم فيه على العدل ، وكتابا إلى العامّة يأمرهم فيه بالطاعة والاقتداء وترك الابتداع . مقتل يزدجرد وما تمّ عليه من الاتفاقات الطريفة إنّ يزدجرد لما وقع إلى أرض فارس بقي سنين . ثم أتى كرمان ، فأقام بها مثل ذلك . فطلب إليه دهقان كرمان شيئا ، فلم يجبه إليه ، فطرده عن [ 466 ] بلاده . ثم أجمع أن ينزل خراسان ، فأتى سجستان ، فأقام بها ، ثم سار إلى مرو ، ومعه الرهن من أولاد الدهاقين ، ومعه من رؤسائهم فرّخزاد . فلمّا قدم مرو ، واستغاث منها الملوك ، وكتب إليهم يستمدّهم مثل صاحب الصين ، وملك فرغانة ، وملك كابل ، وملك الخزر ، كان الدهقان بمرو ماهويه ، وكان له ابن يسمّى نزار ، فوكّل ماهويه ابنه نزار [1] بمدينة مرو ، وتقدّم إليه وإلى أهل المدينة ألَّا يفتحوا الباب ليزدجرد ، وقال لهم : - « ليس هذا لكم بملك لأنّه قد سلَّم بلاده وجاءكم مفلولا مجروحا ، ومرو لا تحتمل ما تحتمل غيرها من الكور . فإذا جئتكم غدا فلا تفتحوا الباب . » فلمّا أتاهم فعلوا ذلك .
[1] . الأصل هنا : من دون نقط وفي المواضع الأخرى : نزار . مط : بزاز ، وفي الطبري ( 1 : 2876 ) وابن الأثير ( 3 - 121 - 123 ) : براز - ولعلَّه هو الصحيح - وفي حواشيهما : نزار ، بران ، بزاز .