ابن عامر إلى طخارستان . فلمّا دنا الأحنف من مرو الشاهجان خرج منها يزدجرد نحو مرو الروذ ، فنزلها ، ونزل الأحنف مرو الشاهجان ، وكتب يزدجرد إلى خاقان من مرو الروذ يستمدّه ، وكتب إلى ملك الصغد يستمدّه . فخرج رسوله إليهما ، وكتب إلى ملك الصين يستعينه . وخرج الأحنف [ 445 ] من مرو الشاهجان ، واستخلف عليه بعد ما لحقته الأمداد من أهل الكوفة قاصدا مرو الروذ . فلمّا بلغ مسيره يزدجرد خرج إلى بلخ . ونزل الأحنف مرو الروذ ، وقدم أهل الكوفة ، فساروا إلى بلخ ، واتبعهم الأحنف ، فالتقى أهل الكوفة ويزدجرد ببلخ ، فهزم يزدجرد ، وتوجّه في أهل فارس إلى النهر ، فعبر ، ولحق الأحنف بأهل الكوفة وقد فتحوا بلخ ، وعاد الأحنف إلى مرو الروذ . وكتب عمر إلى الأحنف : « أمّا بعد ، فلا تجوزوا النهر ، واقتصروا على ما دونه . » وبلغ رسولا يزدجرد خاقان وعارك [1] ، فلم يستتبّ لهم [2] إنجاده ، حتّى عبر إليهم النهر مهزوما . فأنجده خاقان ، فأقبل في الترك ، وحشر أهل فرغانة والصغد ، حتّى خرج بهم راجعا إلى خراسان . فعبر إلى بلخ ، وعبر معه خاقان ، فأرز أهل الكوفة إلى مرو الروذ ، إلى الأحنف . ذكر رأى صحيح في وقت شدّة فاستشار الأحنف المسلمين . فاختلفوا ، فبين قائل يقول : « نرجع إلى أبرشهر » [3] [ 446 ] ، وقائل يقول : « نقيم ونستمدّ . » وقائل يقول : « نناجزهم . »
[1] . مط : عادل . في الطبري ( 5 : 2685 ) : « غوزك » وفي حواشيه : عورك ، على زل . [2] . في الطبري : لهما . [3] . قرأنا ما في الأصل « أبر شهر » مع غموض فيه . وما في مط : « ايرانشهر » . وهما أي : أبر شهر Abarshahr وايرانشهر اسمان كانا يطلقان على نيسابور في أوائل الإسلام ( لسترنج : 409 ) .