فقال عمر : « ما ذا يبكيني ؟ والله ، ما أعطى الله هذا قوما إلَّا تحاسدوا ، وتباغضوا . ولا تحاسدوا إلَّا وقع بأسهم بينهم . » ولما فرض عمر العطاء ، قال قائل : - « يا أمير المؤمنين ، لو تركت في بيوت الأموال عدّة لكون إن كان . » فقال : « كلمة ألقاها الشيطان على فيك ، وقاني الله [ 401 ] شرّها ، وهي فتنة لمن بعدي . بل أعدّ لهم ما أعدّ الله ورسوله . طاعة الله ورسوله ، فهما عدّتنا التي بها أفضينا إلى ما ترون . » ما عامل به عمر خالد بن الوليد وفي سنة سبع عشرة ، أدرب [1] خالد بن الوليد وعياض ، وكان خالد على قنّسرين من تحت يد أبى عبيدة ، فأصابوا أموالا عظيمة . فانتجع خالدا رجال . وكان الأشعث بن قيس فيمن انتجع خالدا بقنّسرين ، فأجازه بعشرة آلاف ، وكان عمر لا يخفى عليه شيء في عمله ، فكتب إليه بخروج من خرج من تلك الغزاة من الشام ، وبجائزة من أجيز . فدعا البريد وكتب معه إلى أبى عبيدة : أن يقيم خالدا ويعقله بعمامته ، وينزع عنه قلنسوته حتى يعلمكم من أين أجاز الأشعث : أمن ماله ، أم من إصابة ، فإن زعم أنّها من إصابة أصابها ، فقد أقرّ بخيانة ، وإن زعم أنّها من ماله ، فقد أسرف ، فاعزله على كلّ حال ، واضمم إليك عمله .