responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 365


وكوتب عمر بفتح جلولاء ونزول القعقاع حلوان ، واستأذنوه في اتّباعهم ، فقال :
- « وددت أن بين السواد وبين الجبل سدّا من نار لا يخلصون إلينا ولا نخلص إليهم . حسبنا من الريف السواد . إني قد آثرت سلامة المسلمين على الأنفال . » وبعث بالأخماس مع جماعة فيهم زياد بن أبي سفيان ، وكان هو الذي يكتب للناس ويدوّنهم .
فلمّا قدموا على عمر ، كلَّم زياد عمر فيما جاء له من الاستيذان في التقدّم ، ووصف له الحال .
فقال عمر : « هل تستطيع أن تقوم في الناس بمثل الذي كلَّمتنى به ؟ » فقال : « والله ، ما على الأرض شخص أهيب في صدري منك ، فكيف لا أقوى [ 400 ] على هذا من غيرك ! » فقام في الناس بما أصابوا ، وبما صنعوا ، وبجميع ما يستأذنون فيه من الإنسياح في البلاد .
فقال عمر : « هذا الخطيب المصقع . » وقال : « إنّ جندنا بالفعال أطلقوا ألسنتنا بالمقال . » [1] ثمّ إنّ عمر لما نظر إلى الأخماس المحمولة من جلولاء قال :
- « والله ، لا يحمّنّه سقف بيت حتّى أقسمه . » فبات عبد الرحمان بن عوف ، وعبد الله بن الأرقم يحرسانه في سقف المسجد .
فلمّا أصبح جاء في الناس ، فكشف عنه الأنطاع . فلمّا نظر إلى ياقوته ، وزبرجده ، وجوهره ، بكى .
فقال له عبد الرحمان :
- « ما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ فوالله ، إنّ هذا لموطن شكر وسرور . »



[1] . وفي الطبري : إنّ جندنا أطلقوا بالفعال لساننا ( 5 : 2466 ) .

365

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 365
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست