وقاتل النساء يومئذ وجرحت جويرية بنت أبي سفيان ، وكانت مع زوجها ، بعد قتال شديد ، وكان الأشتر ممن شهد هذا اليوم - وهو اليرموك - فأبلى بلاءا حسنا . ولمّا فرغ خالد من حرب القوم نعى إلى الناس أبا بكر وقال : - « الحمد للَّه الذي قضى على أبى بكر الموت ، وكان أحبّ إلىّ من عمر ، والحمد للَّه الذي ولَّى عمرو كان أبغض إلىّ من أبى بكر ، ثم ألزمنى طاعته . » وانتهت الهزيمة إلى هرقل وهو دون حمص ، وبلغه قتل أخيه مع الصناديد وعامّة الخيل والرجل ، فارتحل وصار الأمر لأبى عبيدة . من عجيب ما ركبه خالد ومن عجيب ما ركبه خالد بن الوليد في سفرته هذه التي خرج فيها من العراق لمعاونة أبى عبيدة على الروم ، أنّه : لمّا هزمت الروم خالد بن سعيد بن العاص ، وقتلوا ابنه وقتلوا الجيش الذي معه ، واجتمعت الروم باليرموك ، قالوا : - « والله لنشغلنّ أبا بكر والعرب في أنفسهم عن تورّد بلادنا . » ثم نزلوا الواقوصة [ 316 ] مستعلين . فبلغ ذلك أبا بكر ، فقال : - « والله لأنسينّ الروم وساوس الشيطان بخالد بن الوليد . » فكتب إليه أن : - « سر حتى تأتى جموع المسلمين باليرموك ، فانّهم قد شجوا بالروم ، وإنّه لم يشج الجموع من الناس بعون الله شجاك [1] ، ولم ينزع الشجا من الناس نزعك ، فلتهنئك [2] - أبا سليمان - النية
[1] . في الأصل ومط : شجيك . [2] . في الأصل ومط : فلتهنك وما أثبتناه يؤيده الطبري 4 : 2110 .