responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 209


جمع إلى بلاءه السالف عندنا ، المعونة لنا على نفسه في هذا الغابر .
واعلموا أنّ من غلبه هذا غلب عليه ذاك ، ومن غلب هذا فقد قهر ذاك . وذلك أن بالسلامة ، والألفة ، والمودّة ، والاجتماع ، والتناصح منكم يكون العزّ والقدرة [ 215 ] والسلطان ، ومع التحاسد ، والبغي ، والنميمة ، والتشتّت ، يكون ذهاب العزّ وانقطاع القوّة ، وهلاك الدنيا والآخرة . فعليكم بما أمرناكم به ، واحذروا ما نهيناكم عنه ، ولا قوّة إلَّا باللَّه . عليكم بمواساة أهل الفاقة وضيافة السائلة . وأكرموا جوار من جاوركم ، وأحسنوا صحبة من دخل من الأمم فيكم ، فإنّهم في ذمّتى . لا تجبهوهم [1] ولا تظلموهم ، ولا تسلَّطوا عليهم ، ولا تحرجوهم ، فإنّ الإحراج يدعو إلى المعصية ، ولكن اصبروا لهم على بعض الأذى ، واحفظوا أمانتكم وعهدكم ، واحفظوا ما عهدت إليكم من هذه الأخلاق . فإنّا لم نر سلطانا قطَّ ولا أمّة هلكوا إلَّا بترك هذه الأخلاق ، ولا صلحوا إلَّا معها . وباللَّه ثقتنا في الأمور كلَّها . » ثم هلك أنوشروان بعد ثمان [2] وأربعين سنة من ملكه ، وملك أبنه :
هرمز بن أنوشروان [ 216 ] وكانت أمّه بنت خاقان الأكبر ، وكان كثير الأدب ، حسن النيّة في الإحسان إلى الضعفاء والمساكين ، إلَّا أنّه كان يحمل على الأشراف ، فعادوه وأبغضوه ، فعلم بذلك منهم ، فكان في نفسه منهم مثل ما في أنفسهم منه .



[1] . لا تجبهوهم : لا تقابلوهم بما يكرهون .
[2] . في الأصل ومط : ثمانية .

209

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست