responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 179


حتّى قدما على تبّع بما حازا من الأموال بالصين وصنوف الجوهر والطيب والسبي ، ثم انصرفوا جميعا إلى بلادهم . وذلك أنّه كانت همّة ملوك العرب الغزو والغنيمة ولم يطمعوا في الملك الثابت . وكان أحدهم إذا ملأ يده من الغنائم وأرضى جنده وظفروا بما في نفوسهم ، انكفأوا إلى بلادهم .
وكانت وفاة تبع باليمن ولم يخرج أحد من ملوك اليمن بعده غازيا إلى شيء من البلاد . وكان ملكه مائة وإحدى وعشرين سنة .
وأمّا في الرواية الأخرى : فإنّه أقام تبّع وواطأ ابن أخيه شمرا وابنه حسّانا أن يملكا الصين ، ويحملا إليه الغنائم ، ونصب بينه وبينهم المنار . فكان إذا حدث [ 176 ] حدث أوقدوا النار ، فأتى الخبر في ليلة . وكان جعل آية ما بينه وبينهم [ أنه ] [1] :
- « إن أنا أوقدت نارين من عندي فهو هلاك يعفر ، وإن أوقدت ثلاثا فهو هلاك تبّع . وإن كانت من عندهم نار فهو هلاك حسّان ، وإن كانت نارين فهو هلاكهما » .
فمكثوا بذلك . ثم إنه أوقد نارين فكان هلاك يعفر ، ثم أوقد ثلاثا فكان هلاك تبّع .
وقد ذكر بعض الرواة : أنّ الذي سار إلى المشرق من التبابعة ، تبّع الآخر وهو :
تبّع تبان أسعد أبو بكر بن مليكيكرب بن زيد بن عمرو ذي الأذعار وهو أبو حسّان .
وقام بالملك بعد قباذ ابنه كسرى أنوشروان فاستقبل الأمر بجدّ وسياسة وحزم . وكان جيّد الرأي ، كثير النظر ، صائب التدبير ، طويل الفكر ثم الاستشارة . فجدّد سيرة أردشير ، ونظر في عهده [2] ، وأخذ



[1] . تكملة يقتضيها السياق . وفي الطبري : أن إذا أوقدت .
[2] . أنظر العهد في ص 122 - 144 .

179

نام کتاب : تجارب الأمم نویسنده : أحمد بن محمد مسكويه الرازي    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست