responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 79


أبرهة يكون بالجند ومحاليفها ، فلما تقارب الناس ودنا بعضهم من بعض أرسل أبرهة إلى أرياط لأنك " لا تضع " بأن تلقى الحبشة بعضهم ببعض فتفنيها بسبأ ، ولكن أبرز إليّ وأبرز لك فأينا أصاب صاحبه انصرف إليه جنده ، فأرسل إليه أرياط أن قد صدقت وانصرف ، فخرج أرياط وكان رجلاً عظيماً طويلاً وسيماً وفي يده حربة له ، وخرج له أبرهة وكان رجلاً قصيراً حادراً رحيماً دحداحاً ، وكان ذا دين في النصرانية وخلف أبرهة عبد له يحمى ظهره يقال له : عتودة ، فلما دنا أحدهما من صاحبه رفع أرياط الحربة فضرب بها رأس أبرهة يريد يأفوخه بالهمز فوقعت الحربة على جبهة أبرهة فشرمت حاجبه وعينه وأنفه وشفته فبذلك سمي أبرهة الأشرم ، وحمل غلام أبرهة على أرياط من خلف فزرقه بالحربة فقتله ، فانصرف جند أرياط إلى أبرهة فاجتمعت عليه الحبشة باليمن ، وكان ما صنع أبرهة من قتله أرياط بغير علم النجاشي ملك الحبشة بأرض البسوم من بلاد الحبشة ، فلما بلغه ذلك غضب غضباً شديداً وقال : عدا على أميري بغير أمري فقتله ، ثم حلف النجاشي لا يدع أبرهة حتى يطأ أرضه ويجز ناصيته ، فلما بلغ ذلك أبرهة حلق رأسه ثم ملأ جراباً من تراب أرض اليمن ، ثم بعث به إلى النجاشي وكتب إليه : أيها الملك إنما كان أرياط عبدك وأنا عبدك اختلفنا في أمرك وكلنا طاعته لك إلا أني كنت أقوى على أمر الحبشة منه وأضبط ، وقد حلقت رأسي كله حين بلغني قسم الملك وبعثت به إليه مع جراب من تراب أرضي ليضعه تحت قدميه فيبر بذلك قسمه ، فلما انتهى ذلك إلى النجاشي كتب إليه أن أثبت بأرض اليمن حتى يأتيك أمري ، فأقام أبرهة باليمن ، وبنى أبرهة عند ذلك القليس بصنعاء إلى جنب غمدان فبنى كنيسة وأحكمها وسماها القليس ، وكتب إلى النجاشي ملك الحبشة : إني قد بنيت لك

79

نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست