نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 62
فأهلكهم الله ، ثم وليته بعدهم جرهم فاستخفوا بحقه واستحلوا حرمته فأهلكهم الله ، ثم وليته خزاعة ثم بعد خزاعة ولي قصي بن كلاب حجابة الكعبة وأمر مكة ثم أعطى ولده عبد الدار السدانة ودار الندوة واللواء ، وأعطى عبد مناف السقاية والرفادة والقيادة فلما هلك قصي أقيم أمره في قومه بعد وفاته على ما كان عليه في حياته ، وولى عبد الدار حجابة البيت وولاية دار الندوة واللواء فلم يزل عليه حتى هلك ، وجعل عبد الدار الحجابة بعده إلى ابنه عثمان بن عبد الدار ، وجعل دار الندوة إلى ابنه عبد مناف بن عبد الدار ، أما الندوة فلم تزل بنو عبد مناف بن عبد الدار يلون الندوة دون ولد عبد الدار ، فكانت قريش إذا أرادت أن تشاور في أمر فتحها لهم عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار وبعض ولده أو ولد أخيه ، وكانت الجارية إذا حاضت أدخلت دار الندوة ثم شق عليها بعض ولد عبد مناف بن عبد الدار درعها ، ثم درعها إياه وانقلب بها أهلوها فحجبوها ، فكان عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار يسمى محيضاً ، وإنما سميت دار الندوة لاجتماع الندى فيها يندونها أي : يجلسون فيها لإبرام أمورهم وتشاورهم . وأما السدانة : فلم تزل بنو عثمان بن عبد الدار يلون الحجابة دون ولد عبد الدار ، ثم وليها عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار ، ثم وليها ولده أبو طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار ، ثم وليها ولده طلحة من بعده حتى كان فتح مكة فقبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أيديهم ، وفتح الكعبة ودخلها ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكعبة مشتملاً على المفتاح ، فقال له العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه : بأبي أنت وأمي يا رسول الله أعطنا الحجابة مع السقاية فأنزل الله عز وجل : " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها " . قال عمر بن الخطاب : فما سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل تلك الساعة فتلاها ثم دعا عثمان بن طلحة فدفع إليه المفتاح وقال : غيبوه ثم قال : خذوها يا بني طلحة بأمانة الله سبحانه فاعملوا بالمعروف خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم ،
62
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 62