كذلك : ما ثبت في « الصحيحين » عن أنس بن مالك أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : « اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما بمكة من البركة » . ودعوته صلّى الله عليه وسلّم مستجابة بلا شك ، ومنها : ما ثبت في « الصحيحين » عن عائشة - رضي الله عنها - قالت قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم « اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة أو أشد ، وصححها ، وبارك لنا في صاعها ومدها ، وحول حماها إلى الجحفة » . ومنها : شدة محبته صلّى الله عليه وسلّم للمدينة فقد ثبت في البخاري عن أنس بن مالك كان النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته ، وإن كانت دابة حركها قال أبو عبد الله البخاري : زاد الحارث بن عمير عن حميد حركها من حبها . ومنها : وجود الروضة الشريفة في مسجده صلّى الله عليه وسلّم فقد ثبت في « الصحيحين » عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : « ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي » .
ومن الفضائل التي جمعت في مكة والمدينة غير ما سبق ما ثبت في « الصحيحين » عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « على أنقاب المدينة ملائكة ، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال » . وفيهما عن أنس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال : « ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافّين يحرسونها ، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات ، فيخرج الله كل كافر ومنافق » . وفضائل مكة والمدينة كثيرة ، وفيما ذكرناه كفاية ، وسيأتي في

6