نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 51
يقال له : عموم فقال : يا قوم أبقوا على أنفسكم فقد رأيتم وسمعتم من أهلك من صدر الأمم قبلكم قوم هود وصالح وشعيب ، فلا تفعلوا وتواصلوا ولا تستخفوا بحرم الله وموضع بيته ، وإياكم والظلم والإلحاد فيه ، فإنه ما سكنه أحد قط فظلك فيه وألحد إلا قطع الله دابرهم واستأصل شأفتهم وبدل أرضها غيرهم حتى لا يبقى لهم باقية ، فلم يقبلوا ذلك منه وتمادوا في هلكة أنفسهم ، ثم إن جرهماً وقطوراً خرجوا سيارة من اليمن وأجدبت عليهم فساروا بذراريهم وأنفسهم وأموالهم ، وقالوا : نطلب مكاناً فيه مرعى تسمن فيه ماشيتنا إن أعجبنا أقمنا فيه وإلا رجعنا إلى بلادنا ، فلما قدموا مكة وجدوا فيها ماء معيناً وعضاة ملتفة من سلم وسمر ، ونباتاً أسمن مواشيهم وسعة من البلاد ودفئاً من البرد في الشتاء ، قالوا إن هذا الموضع يجمع لنا ما نريد فأقاموا مع العماليق ، وكان لا يخرج من اليمن قوم إلا ولهم ملك يقيم أمرهم ، وكان ذلك سنة فيهم ولو كانوا نفراً يسيراً ، فكان مضاض بن عمرو ملك جرهم وكان السميدع ملك قطوراً فنزل مضاض بن عمرو على مكة ، فكان يعشر من دخلها من أعلاها وكان حوزهم وجه الكعبة والركن الأسود والمقام وموضع زمزم مصعد يميناً وشمالاً وقيقعان إلى أعلى الوادي ، ونزل السميدع أسفل مكة وأجيادين وكان يعشر من دخل مكة من أسفلها ، وكان حوزهم المسفلة وظهر الكعبة والركن اليماني والغربي وأجيادين فبنيا فيها البيوت واتسعا في المنازل وكثروا على العماليق ، فنازعتهم العماليق فمنعتهم جرهم وأخرجوهم من الحرم كله فكانوا في أطرافه لا يدخلونه ، فقال لهم صاحبهم عمرو : ألم أقل لكم لا تستخفوا بحرمة الحرم فغلبتموني ؟ فجعل مضاض والسميدع يقطعان المنازل لمن ورد عليهما من حولهما فوقهما وكثروا وربلوا وأعجبهم البلاد ، وكانوا قوماً عرباً وكان اللسان عربياً ، فكان إبراهيم عليه السلام يزور إسماعيل ، فلما سمع لسانهم وإعرابهم سمع لهم كلاماً حسناً ورأى قوماً عرباً ، وكان إسماعيل قد أخذ بلسانهم ، فأمر
51
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 51