نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 50
فخرج مضاض بن عمرو من قيقعان في كتيبة سائراً إلى السميدع ومع كتيبته عدتها من الرماح والدرق والسيوف والجعاب يقعقع ذلك معهم ، ويقال : ما سميت قيقعان إلا بذلك ، وخرج السميدع بقطوراً من أجياد معه الخيل والرجال ، وقيل : ما سمي أجياداً إلا لخروج الخيل الجياد مع السميدع حتى التقوا بفاضح فاقتتلوا قتالاً شديداً فقتل السميدع وفضحت قطوراً ، ويقال : ما سمي فاضحاً إلا بذلك ثم إن القوم تداعوا إلى الصلح فساروا حتى نزلوا للصالح شعب بأعلى مكة يقال له : شعب عبد الله بن عامر بن كويز ، فاصطلحوا بذلك الشعب ، وأسلموا الأمر إلى مضاض بن عمرو فلما جمع أمر أهل مكة وصار ملكها له دون السميدع نحر للناس وأطعمهم فطبخ الناس وأكلوا ، فيقال : ما سمي المطابخ مطابخاً إلا بذلك ، وكان الذي بين عمرو والسميدع أول بغي كان بمكة فيما يزعمون ، وقيل : إنما سميت المطابخ ؛ لأن تبع نحر بها وأطعم وكانت منزله بمكة ، ثم نشر الله تعالى بني إسماعيل عليه السلام بمكة وأخوالهم جرهم إذ ذاك هم الحكام وولاة البيت ، فلما ضاقت عليهم مكة وانتشروا بها انبسطوا في الأرض وابتغوا المعاش والتفسح في الأرض ، فلا يأتون قوماً ، ولا ينزلون بلداً إلا أظهرهم الله عز وجل عليهم بدينهم فوطئوهم وغلبوهم عليها حتى ملئوا البلاد ونفوا عنها العماليق ومن كان ساكناً بلادهم التي كانوا اصطلحوا عليها من غيرهم ، وجرهم على ذلك بمكة ولاة البيت لا ينازعهم إياه بنو إسماعيل لخؤوليتهم وقرابتهم . قال بعض أهل العلم : كانت العماليق هو ولاة الحكم بمكة فضيعوا حرمة الحرم ، واستحلوا منه أموراً عظاماً ونالوا ما لم يكونوا ينالون ، فقام رجل منهم
50
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 50