نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 36
قال : وتعينني . قال : وأعينك فقال إبراهيم : أمرني ربي أن أبني له بيتاً . قال له إسماعيل : وأين هو ؟ فأشار له إلى أكمة مرتفعة على ما حولها عليها رضراض من حصباء يأتيها السيل من نواحيها ولا يركبها ، فقاما يحفران عن القواعد ويقولان : ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، ربنا تقبل منا إنك سميع الدعاء . ويحمل له إسماعيل الحجارة على رقبته ويبني إبراهيم ، فلما ارتفع البنيان وشق على إبراهيم تناوله قرب له هذا الحجر يعني المقام فكان يقوم عليه ويبني ويحوله في نواحي البيت ، حتى انتهى إلى وجه البيت فلذلك سمي مقام إبراهيم لقيامه عليه . وفي رواية لابن عباس : أنه لما جاء إبراهيم إلى إسماعيل ورآه قام إليه فصنعا كما يصنع الولد بالوالد والوالد بالولد ، وبكيا حتى أبكيا أو أجابتهما الطير . وقال مجاهد : أقبل إبراهيم ومعه السكينة والصّرد والملك من الشام دليلاً ، حتى تبوءا البيت الحرام ، كما تبوأ العنكبوت بيتاً ، وكان للسكينة رأس كرأس الهرة وجناحان . وفي رواية : كأنها غمامة أو ضبابة في وسطها كهيئة الرأس يتكلم ، وفي رواية : هي ريح خجوج لها رأس ، وفي رواية : لها رأسان ، وفي رواية : لها وجه يتكلم وهو بعد ريح هفافة ، وفي رواية : لها رأس كرأس الإنسان ، وقيل : السكينة الرحمة . قال السهيلي : والسكينة من شأن الصلاة . قال صلى الله عليه وسلم : " وأتوها وعليكم السكينة " . فجعلت علماً على قبلتها حكمة من الله سبحانه . فقالت السكينة : يا إبراهيم ربّض على البيت ، فلذلك لا يطوف بالبيت ملك من هذه
36
نام کتاب : تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف نویسنده : محمد بن أحمد المكي الحنفي جلد : 1 صفحه : 36